رﺣﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻴﻀﻮن... راﺋﺪ اﳌﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟـ »اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«

ﻟــــــﻢ ﻳــــﻨــــﺘــــﻪ ﻧـــــﺸـــــﺎط اﻟــــﻨــــﺎﺋــــﺐ واﻟــــــﻮزﻳــــــﺮ اﻷﺳـــــﺒـــــﻖ ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﻋــﺒــﺪ اﻟــــﺤــــﻤــــﻴــــﺪ ﺑــــﻴــــﻀــــﻮن اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﺑــﻤــﻐــﺎدرﺗــﻪ أروﻗـــــﺔ وزارة اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ واﳌــﻴــﺎه ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٣٠٠٢، ﺑـﻞ اﻧﺘﻬﻰ ﻫــــــــﺬا اﳌـــــــﺸـــــــﻮار ﻟــــﻴــــﻞ اﻟـــــﺜـــــﻼﺛـــــﺎء/ اﻷرﺑﻌﺎء، ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋﻦ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﺮاع ﻣﻊ اﳌﺮض. ﻓﺎﻟﻮزﻳﺮ اﻷﺳﺒﻖ ﻛﺎن أﺑﺮز اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻧــﺒــﻴــﻪ ﺑـــــﺮي ﻣـــﻨـــﺬ ﻧـــﻬـــﺎﻳـــﺔ اﻟـــﺤـــﺮب، وﺣﺘﻰ ﻋــﺎم ٣٠٠٢، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ آﺧﺮ، وﻳﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎد »اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«.

ﻏﻴﺐ اﳌﻮت ﺑﻴﻀﻮن ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻧــﺎﻫــﺰ اﻟــــــ٠٧ ﻋـــﺎﻣـــﴼ. ﻧــﺸــﺄ ﻓـــﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻣﻄﻠﻊ ﺷﺒﺎﺑﻪ، ﻗــــﺒــــﻞ أن ﻳـــﻨـــﺘـــﻘـــﻞ إﻟــــﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ إﻟـﻰ ﺟــــﺎﻧــــﺐ »ﺣــــﺮﻛــــﺔ أﻣــــﻞ« ﻓــﻲ اﻟـﺜـﻤـﺎﻧـﻴـﻨـﻴـﺎت، ﺗﻢ ﺗـــﻌـــﻴـــﻴـــﻨـــﻪ ﻧــــﺎﺋــــﺒــــﴼ ﻋــــﺎم ١٩٩١. ﺛــﻢ اﻧـﺘـﺨـﺐ ﻓﻲ دورات ٢٩٩١ و٦٩٩١ و٠٠٠٢ ﻋـــــــﻦ اﳌـــﻘـــﻌـــﺪ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺻﻮر.

ﺧـــــــــﻼل ﺗـــــﻠـــــﻚ اﻟــــــﻔــــــﺘــــــﺮة، ﻛـــــﺎن ﺑــﻴــﻀــﻮن ﻣـــﻦ أﺑـــــﺮز اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب، وأﻫـﻠـﺘـﻪ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳌﻮﻗﻊ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑـﺮي، وﻋــﺮف ﺑﺎﻧﻔﺘﺎﺣﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻘــﻮى اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ اﻷﺧـــﺮى، وﺧــــﺼــــﻮﺻــــﴼ رﺋـــــﻴـــــﺲ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــــﺮاﺣـــــﻞ رﻓــــﻴــــﻖ اﻟــــﺤــــﺮﻳــــﺮي اﻟــــﺬي ﻋﺎﺻﺮه ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٠٠٠٢ ﺑـﻌـﺪ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت، وﺗــــﻮﻟــــﻰ ﺣــﻘــﻴــﺒــﺔ »وزارة اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ واﳌﻴﺎه« ﻓﻴﻬﺎ، ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ وزاري أﺟـــﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋــﺎم ٣٠٠٢. ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺎﺗـﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وﺑـﻌـﺪﻫـﺎ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٥٠٠٢ إﺛـﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ وﻻﻳــﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﻨـﻮاب، وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻓﻲ »ﺣﺮﻛﺔ أﻣﻞ« اﻟﺘﻲ ﻳﺮأﺳﻬﺎ ﺑﺮي.

ﺗـــﺤـــﻮل ﺑــﻴــﻀــﻮن إﻟــــﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟـــﻨـــﻘـــﺪي. واﻇـــــﺐ ﻣﻨﺬ ﻋـﺎم ٥٠٠٢ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎد »اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟــــﺴــــﻴــــﺎﺳــــﻴــــﺔ«، وﻃـــــﺎﻟـــــﺖ ﺳــﻬــﺎﻣــﻪ »ﺣـــــﺮﻛـــــﺔ أﻣـــــــــﻞ« و»ﺣــــــــــﺰب اﻟـــــﻠـــــﻪ«. ﻛــــــﺎن ﻣـــﻮﻗـــﻔـــﻪ ﺟــــــــﺰءﴽ ﻣـــــﻦ ﻣـــﻮاﻗـــﻒ ﻧــﻘــﺪﻳــﺔ ﻃــﺎﻟــﺖ اﻟـــﻘـــﻮى اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﺑـﺄﻛـﻤـﻠـﻬـﺎ، وﺗـﻘـﺎﻃـﻌـﺖ ﻣـﻮاﻗـﻔـﻪ ﻣﻊ ﻣﻮاﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ﻣﻌﺎرﺿﲔ ﻣﻦ أﺑــــﺮزﻫــــﻢ اﻟـــﻨـــﺎﺋـــﺐ اﻷﺳـــﺒـــﻖ ﻓـــﺎرس ﺳﻌﻴﺪ واﳌﻔﻜﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﻬﻨﺪي، وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت »ﺳﻴﺎدﻳﺔ«. ﻳﻘﻮل ﻋﺎرﻓﻮه إﻧﻪ اﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺠﺮأة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻪ، وﻟﻢ ﻳﺮاع ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟــــــﺬي ﻗـــﻀـــﻰ ﻓـــﻴـــﻪ ﻧـــﺤـــﻮ ﻋــﺸــﺮﻳــﻦ ﻋﺎﻣﴼ، ﺷﻐﻞ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻮﻗﻊ رﺋﺎﺳﺔ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟــﺠــﻨــﻮب ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٥٨٩١ وﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٠٩٩١. ﻛﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﻣﻮﻗﻊ رﺋـﻴـﺲ اﳌـﻜـﺘـﺐ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻟﺤﺮﻛﺔ »أﻣﻞ« ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت. ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، اﻧﻀﻢ إﻟـــــﻰ راﺑــــﻄــــﺔ اﻟــــﻨــــﻮاب اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﲔ ﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن اﻟــــــﺘــــــﻲ ﺗــــــﻌــــــﺮف ﻋـــﻨـــﻪ ﺑـﺄن ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻋـﺪاد اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻗﺘﺮاﺣﺎت اﻟــــﻘــــﻮاﻧــــﲔ ﻓـــــﻲ إﻃـــــﺎر ﻣــــﺆﺳــــﺴــــﺎت ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــــﻨــــﻮاب واﻟـــــــــﻮزارات، ﻛﻤﺎ ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻟــﻠــﻮﺻــﻮل إﻟــــﻰ اﳌـﻴـﺜـﺎق اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ. ﻟــﻪ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣﻦ اﻟـــﺪراﺳـــﺎت واﻷﺑــﺤــﺎث واﳌـﻘـﺎﺑـﻼت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻨـــﺎوﻟـــﺖ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ ﺟــﻮاﻧــﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.

ﻳـــــﺤـــــﻤـــــﻞ ﺑـــــﻴـــــﻀـــــﻮن إﺟــــــــــﺎزة ﻓــــﻲ اﻟــــﺮﻳــــﺎﺿــــﻴــــﺎت ﻣــــﻦ اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ اﻟـــــﻠـــــﺒـــــﻨـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ، ودﻛـــــــــــﺘـــــــــــﻮراه ﻓـــﻲ اﻟـــﺮﻳـــﺎﺿـــﻴـــﺎت ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺔ ﻛــﻠــﻮد ﺑﺮﻧﺎر ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻛﺎن اﺳﺘﺎذﴽ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ وزﻳـــﺮ اﻹﺳــﻜــﺎن واﻟـﺘـﻌـﺎوﻧـﻴـﺎت ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻤﺮ ﻛﺮاﻣﻲ، ﻣﻦ ٠٩٩١ وﺣـــﺘـــﻰ ﻋــــﺎم ٢٩٩١. وﻋـــــﲔ وزﻳﺮﴽ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ واﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ رﺷﻴﺪ اﻟﺼﻠﺢ، ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٩٩١، ووزﻳﺮﴽ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﺳــﻠــﻴــﻢ اﻟـــﺤـــﺺ ﻣـــﻦ ﻋــﺎم ٨٩٩١ ﺣــــﺘــــﻰ ﻋــــــــﺎم ٠٠٠٢. ﻛــﻤــﺎ ﻋـــﲔ وزﻳــــﺮﴽ ﻟــﻠــﻤــﻮارد اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ واﳌﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻓﻲ ٠٠٠٢ ﻗﺒﻞ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ.

ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻴﻀﻮن