ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎرات ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺣـــــــﺪث ﺟــــﻠــــﻞ ﺷــــﻬــــﺪﺗــــﻪ اﻻﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ وﺻﻮل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﻮاب »اﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻳﲔ« اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻨﻮن اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟـﻰ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ٧١ ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ ٩١٠٢ ﻓـﺤـﺴـﺐ، وﻻ ﻓــﻲ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ اﻟﺨﺴﺎرة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﴼ ﻓﻲ ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟـﺠـﺎﻫـﺰة واﳌـﻌـﻠـﺒـﺔ، ﺑﻞ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ وﺿﻌﻪ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﻤﺠﻤﻠﻪ أﻣﺎم اﻣﺘﺤﺎن ﻋﺴﻴﺮ.
ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻋــــﺪة. أوﻟــﻬــﺎ ﻣــﻮﻗــﻒ »ﻧــــﻮاب اﻟـــﺜـــﻮرة« ﻛﻤﺎ ﻳــﻄــﻠــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ ﻣـــﻦ ﻣــﺴــﺄﻟــﺔ »ﺣـــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« وﺳـﻼﺣـﻪ وﻣـﻐـﺎﻣـﺮاﺗـﻪ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ. أﻛﺜﺮﻳﺔ اﻟﻨﻮاب اﻟﺠﺪد اﻵﺗﲔ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ واﻻﺣﺘﺠﺎج ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ اﻟﺤﺰب ﻣـﻦ ﺧـــﺮوج ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺮﻳﺔ ﺣـﻖ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻓﻲ ﻣـــﻤـــﺎرﺳـــﺔ اﻷدوار اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ واﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ. ﺑـﻌـﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻳـﺪﻋـﻮ إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﻮار ﻛﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻌﻼج ﻫﺬه اﳌﻌﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﺮى آﺧﺮون أﻻ ﻣﺨﺮج ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺼﺎء اﳌﺬﻛﻮر ﻗﺒﻞ ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻨﺎء ﻗﻮﻳﴼ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺤﺰب وﺳـــﻼﺣـــﻪ ﻓـــﻲ ﺗـــﻌـــﺎرض ﺗــــﺎم ﻣـــﻊ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن واﻟﻨﻈﺎم. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﴼ أن أول ﺗﻌﻠﻴﻘﲔ ﳌﻤﺜﻠﻲ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺟﺎء ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻛﺘﻠﺘﻪ اﻟــﻨــﻴــﺎﺑــﻴــﺔ ﻣــﺤــﻤــﺪّ رﻋــــﺪ اﻟـــــﺬي ﺣــــﺬر ﻧـــﻮاب اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﺟﺮ اﻟﺒﻼد إﻟﻰ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻣﻠﻮﺣﴼ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﺤﺰب ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﺷـﺪد اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓـﻲ اﻟﻜﺘﻠﺔ ذاﺗﻬﺎ ﺣﺴﻦ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻼح ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮوح ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة أي ﺣﻮار وأن ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺘﺮﺿﲔ أن ﻳﻨﺴﻮا أﻣﺮه.
ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎن أن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﳌﺒﻄﻨﺔ واﻟــﺼــﺮﻳــﺤــﺔ ﻟـــﻦ ﺗـﺴـﺤـﺐ ﻇـــﺎﻫـــﺮة اﻟــﺤــﺰب وﺣــﻤــﺎﻳــﺘــﻪ ﳌــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ اﻟــﻔــﺴــﺎد ﺑـــﻞ ﻗـﻴـﺎدﺗــﻪ ﻟﻬﺎ، ﻣـﻦ اﻟــﺘــﺪاول. ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ ﺑـﺎب اﻹﺻــﺮار ﻋـﻠـﻰ »اﻟـﻨـﻜـﺪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ«، ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﻳﺮﻏﺐ اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑـﺎﺳـﻢ اﻟـﺤـﺰب وأﺗـﺒـﺎﻋـﻪ اﻟـﻘـﻮل، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺑﺎب أن ﻗﺴﻤﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺑﺎت ﻣﺪرﻛﴼ ﻟﻠﺘﺮاﺑﻂ اﻟﻌﻀﻮي ﺑﲔ اﻟﺘﻔﺎﻗﻢ اﳌــﺴــﺘــﻤــﺮ ﻟـــﻸزﻣـــﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ وﺗـــﻤـــﺎدي اﻧﻬﻴﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ وﺑﲔ ﺣﻴﻠﻮﻟﺔ »ﺣــــــــﺰب اﻟـــــﻠـــــﻪ« دون اﺗـــــﺨـــــﺎذ أي ﺧـــﻄـــﻮة إﺻﻼﺣﻴﺔ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﴼ ﺑﻪ وﺑﺤﻠﻔﺎﺋﻪ.
اﳌــــــﺴــــــﺘــــــﻮى اﻟــــــﺜــــــﺎﻧــــــﻲ ﻣــــــــﻦ ﺳـــﻠـــﺴـــﻠـــﺔ اﻻﻣـﺘـﺤـﺎﻧـﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻫـﻮ ﻣـﻮﻗـﻒ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣـﻊ اﻟــﺤــﺰب. ﻓﺎﻟﺨﻄﺄ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺬي ارﺗﻜﺒﻪ »ﺗﻴﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« ﺑـﺘـﺒـﻨـﻴـﻪ ﻣـﻘـﺎﻃـﻌـﺔ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت أﻃــــﺎح ﻣﻦ
ﺑــﲔ ﻣــﺎ أﻃــــﺎح ﺑــﻪ اﳌــﻮﻗــﻒ اﻟـﺴـﻨـﻲ اﳌــﻬــﺎدن ﻟﻠﺤﺰب. ﻓﻤﻘﻮﻻت ﻣﻦ ﻧـﻮع »رﺑـﻂ اﻟﻨﺰاع« و»ﺗــﺠــﻨــﺐ اﻟــﻔــﺘــﻨــﺔ« وﺧــــﻮض ﻋـــﺸـــﺮات ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﺤﻮار ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎ اﳌﺴﻠﺤﺔ، ﻟﻢ ﺗﺴﻔﺮ ﺳﻮى ﻋﻦ ﺗﻐﻮل اﻟﺤﺰب اﳌــﺴــﻠــﺢ وﺗــﻌــﺰﻳــﺰ ﺳـﻌـﻴـﻪ إﻟـــﻰ اﺧـــﺘـــﺮاق ﻛﻞ اﻟـــﻄـــﻮاﺋـــﻒ اﻷﺧــــــﺮى ﻋــﺒــﺮ إﻧـــﺸـــﺎء ﻛــﻴــﺎﻧــﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ وﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓــﻲ ﺻـﻔـﻮف اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت اﻟـﺮاﻓـﻀـﺔ ﳌﻨﻄﻘﻪ
وأﺳﻠﻮﺑﻪ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻣﺘﻨﺎع اﻟﺤﺰب ﻋــﻦ أي ﻣـﺮاﺟـﻌـﺔ ﳌــﺎ ﻗـــﺎم ﺑــﻪ ﻣــﻦ اﻋــﺘــﺪاءات واﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺑﺤﻖ اﻵﺧﺮﻳﻦ.
وﺑــــﺬﻟــــﻚ وﺟـــــﺪ ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﻮن ﻋـــﺪﻳـــﺪون ﻣـﻦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ أﻻ ﻣﻔﺮ أﻣـﺎﻣـﻬـﻢ، إذا أرادوا اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺷﺎرﻋﻬﻢ ﻣﻦ رﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﺨﻄﺎب اﳌﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﺤﺰب إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﴼ ﺳﻮى ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﻌﺰوﻟﺔ. ﺑﺬﻟﻚ، ﺑـــــﺎت ﻋـــﻠـــﻰ أي ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﺳـــﻨـــﻲ أن ﻳـﻌـﻠـﻦ ﺻﺮاﺣﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺪاء اﻟﺘﺎم ﻟﻜﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﺰب ﻃﻤﻌﴼ ﻓﻲ أن ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎس ﻣﻊ ﻧﺒﺾ أﻧـــﺎس ﻳـــﺮون أن ﻓـﺎﻋـﻼ واﺣـــﺪﴽ ﻳﻘﻒ وراء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث ﺗﺒﺪأ ﻣﻊ اﻏﺘﻴﺎل اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ رﻓـﻴـﻖ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي وﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻊ إﻃﻼق اﻟﺮﻋﺎع ﺿﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻤﻴﲔ ﺿــﺪ اﻟــﻔــﺴــﺎد ﻓــﻲ ﺷــــﻮارع ﺑـــﻴـــﺮوت، ﻣـــﺮورﴽ ﺑﺎﺳﺘﺒﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﻨﻔﻪ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺤﺰب »ﻳﻮﻣﴼ ﻣﺠﻴﺪﴽ« ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٨٠٠٢.
اﳌــــﺴــــﺘــــﻮى اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺚ ﻳـــﺘـــﻠـــﺨـــﺺ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳﺴﻤﻰ »اﻟﻐﻄﺎء اﳌﺴﻴﺤﻲ« ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«. ﻣــــﻌــــﺮوف أن ﺣـــﺠـــﺮ اﻟـــــﺰاوﻳـــــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــﻐــﻄــﺎء ﻫـﺬا ﻫﻮ »ﺗﻔﺎﻫﻢ ﻣـﺎر ﻣﺨﺎﻳﻞ« اﻟـﺬي وﻗﻌﻪ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ وﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن ﻋﻦ اﻟﺤﺰب و»اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« ﻓﻲ ٦٠٠٢. وﺑﺎت اﻟﻴﻮم اﻟﺨﻴﻂ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــﺬي ﻳﺮﺑﻂ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣـــﻊ ﻗـــﻮة ﻣـﺴـﻴـﺤـﻴـﺔ وازﻧـــــﺔ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﺗﺂﻛﻠﺖ ﻋــﻼﻗــﺎﺗــﻪ اﻷﺧـــــﺮى وﺳـــﻘـــﻮط أﺗـــﺒـــﺎع ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳﺼﻨﻔﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ »وﻃﻨﻴﲔ« و»ﻗﻮﻣﻴﲔ« وﻣـــﺎ ﺷـــﺎﻛـــﻞ. ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ٥١ ﻣـﺎﻳـﻮ أﺻﺎﺑﺖ اﻟﻐﻄﺎء اﳌﺴﻴﺤﻲ ﺑﺼﺪوع ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑـﻌـﺪ ﺗــﻘــﺪم »اﻟـــﻘـــﻮات اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ« ﻻﺣـﺘـﻼل ﻣـــﺮﻛـــﺰ اﳌــﻤــﺜــﻞ اﻷﻛـــﺒـــﺮ ﻟـﻠـﻄـﺎﺋـﻔـﺔ اﳌــﺎروﻧــﻴــﺔ وﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﻤﻮﻣﴼ. وﺳﺎﻫﻤﺖ أﺧﻄﺎء ﺧـــﺼـــﻮم اﻟــﻌــﻮﻧــﻴــﲔ ﻓـــﻲ إرﺟــــــﺎء اﻻﻧــﻬــﻴــﺎر اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﻴﺎر وﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻐﻄﺎء اﳌﺴﻴﺤﻲ اﳌﺬﻛﻮر ﺑﺮﻣﺘﻪ.
ﺑﻴﺪ أن اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﺤــﺮ« ﻓــﻲ اﻻﺣــﺘــﻔــﺎظ ﺑــﻌــﺪد ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻊ اﳌﻬﻤﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﻣــــﺴــــﺪود ﺳــــــﻮاء ﻓــــﻲ اﻟـــﺘـــﻌـــﺎﻣـــﻞ ﻣــــﻊ ﺑــﺎﻗــﻲ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ أو ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﻣﺎرﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ. وﺑــﺬﻟــﻚ ﺳﻴﻀﻊ »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻓــﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﳌــﻀــﻄــﺮ إﻟــــﻰ ﺗـﻜـﺜـﻴـﻒ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪﺗــﻪ ﻟـﻠـﺘـﻴـﺎر ﻣـﻊ ﻣـﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣـﻦ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻌﻮﻧﻴﲔ اﳌـــﺘـــﺰاﻳـــﺪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧـــﻔـــﻮذ اﻟــــﺤــــﺰب وﺳــﻄــﻮﺗــﻪ ﻟﺘﻤﺮﻳﺮ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻬﻢ وﺧﻄﻄﻬﻢ.
وﻻ ﻳﺼﻌﺐ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎج أن اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌــﺬﻛــﻮرة ﻛﻠﻬﺎ، ﺳﻴﻀﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺷﺮاﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ وﺳﻴﻜﻮن أﻣـﺎم ﺧﻴﺎرات ﺳﻴﻤﻠﻲ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﺴﺘﺠﺪ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺳــﻮاء ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ - اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ أو اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟــﻨــﻮوي اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻣـﻊ اﻟــﻐــﺮب. وﻓﻲ ﺣﺎل ﻟﻢ ﺗﺘﺠﻪ اﳌﺴﺎرات ﻫﺬه إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﺰب ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﳌﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎن وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﺘﺠﺮﺑﺔ ﺣﺮب ﺗـﻤـﻮز ٦٠٠٢، ﺗـﺒـﺪو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار ﺑﺎﻓﺘﻌﺎل ﺻﺮاع ﻣﺪﻣﺮ ﻳﻌﻴﺪ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ وﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻧﺘﺎج ﺻﻴﻎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ وإﻏﺮاق اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻟﺠﺞ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺠﻮع واﻟﻬﺠﺮة.