Hia

بين الفن والموضة

"مارينا فيدوروفا" ‪MARINA FEDOROVA‬ المديرة الفنية لدار "سبوتنيك بارتنرز" للتصميم

-

فنانـــة متعـــّددة المواهـــب ابتكـــرت نوعـــا جديـــدا مـــن الفـــن الراقـــي المتعـــّدد الوســـائط الـــذي يمـــزج بيـــن اللوحـــات والمنحوتــ­ـات المجّســـدة، والفـــّن الرقمـــّي وهــي أيضــا المديــرة الفّنيــة لــدار "ســبوتنيك بارتنــرز" للتصميــم والتــي تعنــى بمجموعـــة مـــن األنشـــطة المتعّلقـــة بالفـــّن والعقـــار­ات

تحدثـــت ســـابقا عـــن الكثيـــر مـــن أعمالـــي ولوحاتـــي لكننـي اليـوم أود أن أتحـدث عـن بداياتـي، والمراحـل التـــي مـــررت بهـــا حتـــى وصلـــت إلـــى مـــا أنـــا عليـــه اليـــوم، فبعـــد التخـــرج فـــي المدرســـة الثانويـــ­ة للفنـــون فـــي ســـن الخامســـة عشـــر، التحقـــت بكليـــة الفنـــون حيـــث تخصصــت فــي اإلخــراج الفّنــي، وكان مشــروعي للتخــّرج يرّكــز علـــى تصميـــم العالمـــة التجاريـــ­ة لـــدار أزيـــاء. وفـــي تلـــك األيـــام، كنـــت مفتونـــة جـــدا بعالـــم الموضـــة لدرجـــة أننـــي قـــّررت أن أصبـــح مصّممـــة أزيـــاء ودخلـــت "أكاديمي ـة س ـتيغليتز" الحكوميـة للفنـون والتصميـم فــي مدينــة ســانت بطرســبرغ للتخصــص فــي تصميــم األزيـــاء ورســـومها. وخالل السنوات السّت التي أمضيتها فيها حصلت على فرص للتدريب في العديد من دور األزياء، وعملت صحفية في مجال الفن والموضة. كل ذلك منحني منظورا داخليا حول عالم الموضة. ولمدة عامين متواليين، كنت متدربة في دار "كوتيغوفا لألزياء" ‪KOTEGOVA FASHION HOUSE‬ في سانت بطرسبرغ، وخالل وجودي هناك أدركت أنني أعشق األزياء الراقية، وأحب الفساتين الجميلة، لكنني أحببت أن أرسمها أكثر من خياطتها. ووقتها أصبح كل شيء واضحا بالنسبة لي، رأيت مستقبلي فنانة (تحب الموضة بالطبع). وفي الوقت الحاضر، أنا رسامة ومصممة معا، ولست بحاجة إلى االختيار بين االثنين. أجمع بين الفن والموضة، وأرسم لوحة فنية فيها شخصيات ترتدي الفساتين العصرية التي أصممها مع االكسسوارا­ت. وقد عشت طيلة حياتي وأنا أعمل في الفن، واستخلصت شيئين هامين حول هذا الموضوع، أوال أنه شخصي جدا ودائما، وثانيا أنه يمر في حياتنا على شكل زوبعة. وأعني بذلك أن الفنان قبل أن يبدع شيئا ما، يجب أن يعيش من خالله ويشعر به ثم ينقله، وأعتقد أن جميع الفنانين يتأثرون بكل شيء وبسهولة، وغالبا ما يستلهمون من أسالفهم. ذات مرة قضيت ما يقرب من ثالثة أشهر في جمع القمامة في االستوديو الخاص بي وأنشأت لوحة فنية ثالثية األبعاد بعرض خمسة أمتار تقريبا بعنوان THE ‪CONSUMPTIO­N DUMP‬ لمعرض جماعي في متحف الدولة الروسي، وصورت فتاة مفقودة وسط كومة من القمامة، ترمز إلى رغبتنا النهمة في امتالك األشياء ثم التخلص منها، األمر الذي قد يقودنا في النهاية إلى الغرق في نفاياتنا. يجب أن نجعل الناس يفكرون في القضايا الحالية من خالل أعمالنا الفنية، وأن يعيدوا النظر في خياراتهم اليومية، وقد علمتني تلك التجربة التي قضيت خاللها ثالثة أشهر من العمل في استوديو مليء بالقمامة أن أستهلك أقل ما يمكنني من كل شي، كي ال أترك أي مخلفات ورائي.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia