Hia

دردشة مع والدتي

"فيليب المي" ‪PHILIPPE LAMY‬ الرئيس التنفيذي السابق لدار ‪LA PRAIRIE‬

-

أنـا فخـور بأننـي نشـأت فـي بيئـة محفـزة وهـذه البيئـة هـــي التـــي مـــا تـــزال تدفعنـــي وتحفزنـــي فـــي عملـــي وفـــي رحلتـــي المهنيـــة، ولقـــد ترعرعـــت فـــي عائلـــة بســـيطة، ورأيـــت والـــدي يعمـــل بمثابـــرة وجهـــد وفهمـــت أن النجـــاح يتطلـــب طبعـــا ذكاء والفرصـــة المالئمـــ­ة، لكنـــه

أيضـــا يحتـــاج إلـــى المثابـــر­ة والعمـــل. وفـــي حياتـــي أشـــخاص كثـــر ألهمونـــي بنهجهـــم القيـــادي. أذكـــر مثـــال رئيســـي اإليطالـــ­ي فـــي "لـــورو بيانـــا" فـــي الصيـــن، الـــذي كان فـــي أول اثنيـــن مـــن كل شـــهر موجـــودا داخـــل كافيتيريــ­ـا الشـــركة مرتديـــا مريولـــه، وهـــو يقـــّدم طبـــق المعكرونــ­ـة للنـــاس. وال أنســـى "باتريـــك تومـــاس" فـــي "هيرمـــس" الـــذي قـــال لـــي شـــيئا بقـــي معـــي حتـــى اليـــوم، وهـــو أن الشـــركة هـــي طبعـــا مشـــروع تجـــاري، لكنهـــا أيضـــا تجربـــة إنســـانية، وإذا كان موّظفونـــا ســـعداء، فســـينعكس ذل ـك أم ـام العم ـالء م ـن خ ـالل منتجاتن ـا. أدرك ـت أن ـه محـــق، فنعـــم طبعـــا علينـــا أن نعمـــل ونبـــذل جهدنـــا لكـــن الشـــركة مجتمـــع مصّغـــر يمضـــي أعضـــاؤه وقتــا طويــال معــا، وتجربــة إنســانية قبــل كل شــيء. هنـــاك أيضـــا رجـــل أحـــدث فرقـــا فـــي حياتـــي، وهـــو الفنـــان "دييغـــو مودينـــا" أحـــد أفضـــل عازفـــي الفلــوت فــي العالــم والرجــل الــذي بقــي متواضعــا وبســـيطا علـــى الرغـــم مـــن األرقـــام القياســـي­ة التـــي حققهـــا والحفـــال­ت العالميـــ­ة التـــي أّداهـــا بحضـــور آالف النــاس. أخبرُتــه مــّرة حــول طاولــة عشــاء أننــي بـــدأُت التصويـــر مجـــددا، فطلـــب أن يـــرى بعضـــا مـــن صـــوري، ورفضـــُت، قائـــال إننـــي ال أريهـــا ألحـــد. أصـــّر "دييغــو"، وفــي النهايــة أطلعُتــه عل ـى بع ـض الصــور الت ـي التقطته ـا، فأعجبت ـه، وس ـألني: "لم ـاذا تبقيه ـا مخفيـــة؟ هـــل هـــي مشـــكلة غـــرور؟ إن كانـــت كذلـــك، فعليـــك التخّلـــص منهـــا". وكان علـــى حـــق. أخيـــرا، أحـــب أن أذكـــر دردشـــة صغيـــرة مـــع والدتـــي حصلـــت قبـــل عشـــر ســـنوات، وأّثـــرت للغايـــة فـــي طريقـــة تفكيـــري. أّمـــي رّســـامة لكنهـــا تعشـــق حديقتهــا، وكانــت فــي أحــد األيــام تســقي نباتاتهــا فـــي حديقتهـــا الكبيـــرة. هـــو نشـــاط يتطلـــب منهـــا نحــو ثــالث ســاعات فــي اليــوم، فقلــت لهــا وقتهــا: إننـي سأشـتري نظـام ري أوتوماتيكي­ـا حتـى ال تكـون مجبــرة علــى ســقي النباتــات يوميــا بنفســها. وكان ردهــا: "أنــا ال أروي النباتــات، بــل أروي نفســي". األمــر نفســـه ينطبـــق علـــى العمـــل، فمـــا يرضـــي الـــذات ليــس فقــط النجــاح وكســب المــال والوصــول إلــى أعلـــى المراكـــز، القلـــب مهـــم أيضـــا!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia