الرحلة اإلبداعية
"ليلى فونيس" LEILA FOUNES مصممة أزياء ومؤسسة عالمة LUNÈS
اإلبـــداع مـــن أقـــوى القـــدرات التـــي يملكهـــا الفـــرد لوضـع أفـكار، وإنتـاج أعمـال، وإيجـاد حلـول أصليـة. حيـن نسـتخدم مخيالتنـا فـي االبتـكار وفـي التعبيـر عـــن أنفســـنا، نعطـــي الحيـــاة للجديـــد والحديـــث. تختلــف عمليــات اإلبــداع والتفكيــر مــن شــخص آلخــر، متأثـــرة ببيئاتنـــا الشـــخصية، وشـــخصياتنا، ومعرفتنـــا، وخبراتنـــا، وتجاربنـــا، وأذواقنـــا.
ألننـــي مصممــــة أزيـــاء، ال تتوقـــــف يومــــا عمليتـــي اإلبداعيـــة، بـــل تبقـــى رحلـــة متواصلــة فيهــا صعــود وهبــوط، منعطفــات ولّفـــات، ومطّبـــات غيـــر متوقعـــة، لكنهـــا رحلـــة تســـتحق وجهتهـــا النهائيـــة كل العنـــاء. فـــي مجـــال التصميـــم، شـــيء لطالمـــا شـــّدني نحـــوه، وهـــو إمكانيـــة اســـتخدام كل مـــا تعـــرض لـــه المصمـــم فـــي الحيـــاة، مـــن أجـــل ابتـــكار لبـــاس ذي هـــدف أو مفهـــوم محـــدد، وإمكانيـــة تقديـــم منتـــج ملمـــوس لـــم يكـــن ليوجــد فــي هــذا العالــم، لــو لــم يفكــر فيــه هـــذا المصمـــم وينّفـــذه. يتطلـــب التصميـــم انتباهـــا إلـــى التفاصيـــل، وتقنيـــات محـــددة، واســـتعمال المـــواد الصحيحـــة، وموهبـــة معينـــة حيـــن يتعلـــق األمـر باأللـوان واألشـكال التـي سـوف تجتمـع بانســـجام وتناغـــم. ومـــن الممكـــن تعلـــم كل هـــذه المكّونـــات التـــي أعتبـــر وجودهـــا محوريـــا فـــي ســـبيل الحصـــول علـــى نتائـــج عاليــة الجــودة. غيــر أن العنصــر األعلــى قيمــة الـذي اكتشـفُته خـالل عمليتـي اإلبداعيـة هـو القــدرة علــى التحلــي بالمرونــة، ه ـذه الســمة القائمـــة علـــى التكيـــف مـــع التغييـــر، وإيجـــاد حلـــول إبداعيـــة للمشـــكالت التـــي تظهـــر. إن فهـــم األذواق والرغبـــات الفرديـــة ضـــروري حيــن نريــد ابتــكار شــيء ألفــراد آخريــن، فيجــب أن نحتضــن الليونــة والمطواعيــة حتــى نقبــل التخّلــي عّمــا اعتقدنــا أنــه األفضــل، ونتكّيــف مـــع مـــا يعجبهـــم ويريدونـــه. مـــا أعنيـــه هـــو إيجـــاد الحـــل الوســـط بيـــن مـــا يمّثـــل رؤيـــة المصمــم ومــا يالئــم الزبــون، وهــذه األرضيــة المشـــتركة هـــي منبـــع القـــوة لـــكل مبـــدع. اكتشــفت الكثيــر خــالل تجربتــي فــي العمــل مـــع مديريـــن إبداعييـــن ودور أزيـــاء مختلفـــة، ومـــن أهـــــــم الـــدروس التـــي اكتســـــــبتها "اإلصغــاء" إلــى اإلشــارات غيــر اللفظيــة التــي تقـــول معلومـــات كثيـــرة عّمـــا يتصّورونـــه وكيـــف يمكننـــي تقديـــم أفـــكار وحلـــول إبداعيـــة لهـــم.