Hia

"ارتويت من بحر جبران خليل جبران"

- تصوير: بدور العويض حوار: رهف القنيبط

بيـن األم الصديقـة ورائـدة األعمـال الملهمـة والمحـاورة المنصتة ترى دانـة فيصل مدوه ذاتها، لكـن مـا هـو خلف هذه األلقـاب واألدوار أعمق، حيث تعّرف عـن نفسـها بالقول: "اختارت لي والدتـي اسـم دانـة عام ،1983 وخالل هذه األعوام، أعدت اكتشـاف نفسـي من جديد. هذه ليسـت النسـخة األولى من نفسـي، هذه النسـخة األكثر دراية، واألكثر حكمة، والنسـخة األقـوى واألجـدر بالبقـاء، وكل دور هـو تفعيل إلنسـانيتي ووجودي في هـذه الحياة، أنا كل قدراتـي ومواهبي ومسـؤوليات­ي، وأنـا كل األحالم والرغبـات والمحاوالت كذلك". واليـوم تقـدم دانـة للقـراء مولودها األدبي األول، تحـت عنوان "ما ال يقال.. حـوار بين غرباء في عزلـة". بيـن طياتـه تجيب دانة عن أسـئلة ولدت فـي مخاض صامت، أسـئلة متذبذبـة كان نتاجها حـوارا متشـظيا عصيـا على االنضباط، يشـبه األفـكار المتسـارعة لعقل يتوق إلـى الهدوء، ويأبى الُّسـكون. فالكتابـة مـن منظـور دانة ليسـت تعبيرا أدبيا فحسـب، بـل هي من ُسـبل التعبير عن الـذات، وإرث الكاتـب، ووديعة القارئ.

من أين تستمدين اإللهام؟ RA قــد يبــدو الحديــث عــن اإللهــام حديثــا مبتــذال لشــخص غــارق يف DM مشــاغله اليوميــة وهمومــه الحياتيــة، ألننــا اعتدنــا أن نســمع عــن اإللهـــام الـــذي يـــزل علينـــا كالـــويح، ولكـــن يف الواقـــع اإللهـــام يـــأيت مـــن خـــال إمعـــان النظـــر، بـــأن تمعـــن النظـــر يف محيطـــك لـــرتى: هـــل مـــن خلـــل؟ أيـــن مكامـــن هـــذا الخلـــل؟

وأنـــا أمعـــن النظـــر يف كل يشء، وأمنـــح التفاصيـــ­ل حقهـــا مـــن التقديـر، وبذلـك يتجـى الكثـر مـن األسـئلة واألجوبـة والحلـول، هـــذا هـــو اإللهـــام بالنســـبة يل. هل لديك طقوس للكتابة؟ RA أكتـــب يوميـــا وبانتظـــا­م مهـــي، ألن انتظـــار اإللهـــام قـــد يطـــول، DM والورقـة الفارغـة ال تولـد الفكـرة. فالكتابـة فعـل، والفعـل يصـره الفاعـــل، لـــذا ال بـــد أن أكتـــب حـــى تتدفـــق األفـــكار وتنهمـــر عـــى الصفحـــة، ال يمكنـــي تصحيـــح صفحـــة بيضـــاء، فـــا بـــد مـــن الكتابـــة أوال. هل من كاتب تأثرت به بشدة؟ RA ارتويـــت مـــن بحـــر جـــران خليـــل جـــران، و"فرانـــز كافـــكا"، DM و"جـــورج أورويـــل"، وآخريـــن. ال يمكنـــي اخـــزال حصيلـــة التأثـــر يف إجابـة واحـدة، حيـث يمكننـا أن نتأثـر بعمالقـة األدب وآخريـن أقـــل حظـــوة منهـــم، إذ تركـــوا يف نفوســـنا جميـــل األثـــر. من وجهة نظرك، كيف ترتبط الكتابة بالفن؟ RA كل سبل التعبر عن النفس والحياة فنون والكتابة أحدها. DM حدثينـــا عـــن سلســـلة حـــوارات "خنســـولف"، كيـــف جـــاءت RA الفكـــرة؟ وهـــل أثـــرت هـــذه الحـــوارا­ت الملهمـــة يف قـــرار تأليـــف كتابـــك؟ أحـــب التحـــاور مـــع الغربـــاء شـــخصيا، تـــأرسين فكـــرة الكنـــوز DM الصغـــرة المتخفيـــ­ة يف عمـــق الحـــوارا­ت العابـــرة، لطالمـــا ســـعدت بهـــا مـــع الغربـــاء خـــال الرتحـــال. لـــذا عكفـــت عـــى الممارســـ­ة ذاتهـــا مـــن خـــال منصـــات التواصـــل. والفـــارق النـــويع هنـــا هـــو إمكانيــة االحتفــاظ بالحــوار وإعــادة نــره، وهــو مــا أدى إىل رواج هـــذه السلســـلة الحواريـــ­ة، ودفـــع المتابعـــ­ن لمناشـــدي­ت تحويلهـــا إىل عمـــل أديب. كيف ولدت فكرة كتابك "ما ال يقال"؟ RA هــذا الكتــاب هــو نتــاج ثــاث ســنوات مــن التســاؤل المضــي عــن DM الوجـــود والوجـــدا­ن. فيـــه جمعـــت حـــوارات متشـــظية تكّونـــت بفعـــل الصدفـــة بيـــي وبـــن آالف الغربـــاء. كنـــت أنرهـــا عـــر وســـائل التواصـــل االجتمـــا­يع حـــى أضحـــت قبلـــة للســـائلن، وفرضـــت نفســـها كمـــروع كتـــاب. لتحقيـــق الرئيـــس أعطينـــا ثـــاث صفـــات ترينهـــا الموقـــد RA األحـــام. المثابــرة، والجلـد، وطلـب المسـاعدة. وأحـاول قـدر اإلمـكان أن DM أتمســك بهــا. هل من نصيحة كتابية أخذت بها وتوجهينها للقارئات؟ RA اقريئ قبل أن تكتيب. DM

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia