داليا حلبي

مدربة حياة متخصصة يف التمكني الوايع للصدمات

تعّرفت إلى داليا حلبي منذ حوالي الـ 12 عامًا عندما كانت تعمل في مجال العالقات العامة في دبي، وراقبت تطّور مسيرتها المهنية بعد انتقالها إلى الواليات المتحدة. تحّول جذري بامتياز، فبعد اإلرهاق الشديد الذي واجهته في وظيفتها السابقة، قررت أن تدرس من جديد، وحصلت على ماجستير علوم في علم النفس التطبيقي، وأصبحت مهووسة ليس فقط في التحسن، بل في تعليم اآلخرين حتى يتحسنوا أيضا نفسيا. مهّمتها أن تدفع المرء ليحّب نفسه، وتضعه على المسار الصحيح، لعيش حياة صحية سعيدة.

مـــا يه بعـــض التحديـــات الشـــائعة الـــي يواجههـــا األفـــراد عـــى دروب حـــب الـــذات وقبولهـــا؟ هناك ثاث مظات عامة تندرج تحتها التحديات: أن يكـون اإلنسـان محـددا بأفـكاره، دون أن يـدرك أنـه مراقـب لهـا وليـس مرادفـا لهـا. هنـاك الكثـر مـن القـوة يف اختيـار األفـكار الـي سـنصدقها وتلـك الـي يجـب أن نبنيهـا مـن جديـد. للدمـاغ ليونـة عصبيــة، وهــو مــا يعــي أنــه يمكنــك إعــادة تســليكه. معظـــم النـــاس ال يهتّمـــون بحاالتهـــم العاطفيـــة. قـــد تكّيفنـــا عـــى االعتقـاد بأنـه مـن غـر المقبـول أو مـن غـر اآلمـن إظهـار المشـاعر أو حـى الشـعور بهـا. حـن نسـمح للعواطـف بـأن تكـون موجـودة، نجـــد أنهـــا عـــى غـــرار معظـــم األشـــياء يف هـــذه الحيـــاة: مؤقتـــة. تحمـي المشـاعر المؤلمـة ألنهـا سـتعلمك الكثـر عـن نفسـك، وال يمكننـــا أن نـــداوي مـــا ال نشـــعر بـــه. نســـر عـــى درب هـــذه الحيـــاة بأجزائنـــا المختلفـــة، وال يمكننـــا أن نكتمـــل قبـــل أن ندمجهـــا كلهـــا. حـــن نســـتطيع أن نحـــب حـــى األجـــزاء غـــر المحبوبـــة، ســـنعرف أننـــا رصنـــا فعـــا نحـــب أنفســـنا. لكـــن معظـــم النـــاس ليســـوا واعـــن لهـــذه األجـــزاء أو يركونهـــا يف الظـــل. مـــا أهميـــة االرتبـــاط بـــن العقـــل والجســـم يف ســـياق الشـــفاء وقبـــول الـــذات؟ وكيـــف نحمـــل الـــويع الذهـــي والجســـدي إىل ممارســـاتنا العالجيـــة؟ أحـــد األقـــوال المفضلـــة لـــدي هـــو مـــن "جـــون أودونوهـــو" الـــذي قـــال: "أجســـادنا تعـــرف أنهـــا تنتمـــي؛ إن عقولنـــا يه الـــي تجعـــل حياتنـــا مـــردة". معظـــم النـــاس يعيشـــون داخـــل أذهانهـــم، وينشـــغلون يف التخطيـــط وحـــل المشـــكات والتفكـــر والهـــوس والتشـــتت. معـــدل أفـــكار اإلنســـان يف اليـــوم الواحـــد أكـــر مـــن 60 ألـف فكـرة! نصـدق كل مـا نفكـر بـه، ونعيـش حياتنـا بنمـط الطيـار اآليل، ونـــادرا مـــا نطمـــن عـــى أجســـامنا إىل أن تجرنـــا يه عـــى ذلـك. لكـن المشـاعر تعيـش يف الجسـم، وإن لـم نعالجهـا جسـديا أيضـــا، فستســـتمر يف إحـــداث خلـــل يف نظامنـــا العصـــي. أحـــرص دائمـــا عـــى تعليـــم تحريـــك المشـــاعر ونقلهـــا خـــارج الجســـم، خصوصـــا مـــن خـــال ممارســـات مثـــل العـــاج بالتجربـــة

أخربينـــا عـــن مســـرتك الشـــخصية، وكيـــف قادتـــك إىل حيـــث أنـــت اليـــوم: يوغـــا، ومعالجـــة، ومدربـــة حيـــاة متخصصـــة يف التمكـــنالـــوايعللصدمـــات،تركـــزعـــىحـــبالـــذاتوقبولهـــا. أشـــعر بأنـــي أنتمـــي إىل نمـــط "المعالـــج الجريـــح" الـــذي حـــى عنـــه "كارل يونـــغ" لوصـــف مـــن اختـــروا معانـــاة وصدمـــات عميقـــة، وطـــوروا قـــدرة فريـــدة عـــى مســـاعدة غرهـــم. مـــررت بالكثـــر: تعنيـــف، حـــرب، طـــاق والـــدي، تجـــارب االقـــراب مـــن المـــوت، خســـارة، قلـــب مكســـور، وغرهـــا. لكنـــي اســـتطعت تحويـــل كل ذلـك األلــم إىل هــدف، ومــن خــال مســاعدة نفــي تعلمــت كيــف يمكنـــي مســـاعدة غـــري. شـــأين شـــأن معظـــم النـــاس الذيـــن اختـــروا صدمـــات يف مراحـــل باكـــرة مـــن حياتهـــم، بنيـــت آليـــات تكيـــف وردود فعـــل ســـيئة يف وجـــه الصدمـــات، مثـــل الســـي الصـــارم نحـــو الكمـــال، والتحصيـــل الزائـــد، والرغبـــة يف إرضـــاء النـــاس، ودفـــن نفـــي يف عمـــي ومشـــاعري يف طعامـــي. كانـــت لـــدي وقتهـــا وظيفـــة ناجحـــة يف مجـــال العاقـــات العامـــة، لكنهـــا أتـــت عـــى حســـاب عافيـــي ورفاهيـــي. وصلـــت إىل اإلرهـــاق وأنـــا يف قمـــة مســـريت المهنيـــة، لكـــن ذلـــك كان أفضـــل مـــا حصـــل مـــي، ألنـــه أجـــرين عـــى أن أصبــح أكــر وعيــا، وأداوي مــا كان بحاجــة إىل مــداواة. أردت ســر أغـوار نفـي، وبمسـاعدة المعالجـن، اسـتطعت معالجـة جـرايح وتعلـــم الســـبل لفعـــل ذلـــك بنفـــي. قررت أن أدرس من جديد، وحصلت عى ماجستر علوم يف علم النفــس التطبيقــي، وأصبحــت مهووســة ليــس فقــط يف التحســن، بـل يف تعليـم اآلخريـن حـى يتحسـنوا أيضـا. وبعـد كل مـا تعلمتـه، هنـاك ثاثـة أشـياء يمكنـي أن أقولهـا لـك عـن حـب الـذات: أوال ال يمكنـك أن تحـي نفسـك إذا لـم تعرفيهـا، فخصـي وقتـا للتعـرف الحقيقـــي والمعمـــق إىل نفســـك، واكتشـــفي مشـــاعرك وأفـــكارك وأنمـــاط ســـلوكك ومعتقداتـــك وقيمـــك وحوافـــزك ونقـــاط قوتـــك. ثانيـــا، مـــاريس القبـــول الراديـــكايل، أي قبـــول كل أجزائـــك حـــى مـــا يســـمى بالســـيئة منهـــا. ثالثـــا، ســـتدركن أنـــك ال تتعلمـــن حـــب نفسـك، بـل تعرثيـن عـى هـذا الحـب يف نفسـك، فهـو لطالمـا كان هنـــاك ومـــا عليـــك ســـوى البحـــث عنـــه.

ال يمكنك أن تحّبي نفسك إذا لم تعرفيها

الجســـدية، واليوغـــا الواعيـــة للصدمـــات. ومـــن أفضـــل ممارســـات تعزيـــز اتصـــال العقـــل والجســـم، يه تأمـــل مســـح الجســـم الـــوايع

الـــذي تجديـــن MINDFUL BODY SCAN MEDITATION فيديـــو إرشـــاديا عنـــه عـــى قنـــايت يف "يوتيـــوب" باســـم .D’S SPOT ما التمارين أو النصائح العملية اليت تقرتحينها عىل قارئاتنا اللوايت يرغنب يف تحسني رحالتهن نحو حب الذات وقبولها؟ لـو كان عـي اختيـار ممارسـة واحـدة، فسـتكون تدويـن اليوميـات، وقـــد أثبتـــت األبحـــاث العلميـــة أن هـــذه الوســـيلة مفيـــدة للصحـــة النفســـية والعاطفيـــة، لكونهـــا أداة فعالـــة يف الســـيطرة عـــى اإلجهـــاد. إن اليقظـــة والتأمـــل المتعمديـــن اللذيـــن يحفزهمـــا التدويـــن المتواصـــل يســـهمان يف تعميـــق فهمنـــا ألنفســـنا وتنميـــة المزيــد مــن الــويع الــذايت. وكمــا قلــت، كلمــا عرفــت نفســك أكــر، زاد حبـــك لهـــا. هـل لديـك أفـكار أخـرة أو كلمـات تشـجيعية للقارئـات اللـوايت يرشعـــن يف رحلـــة حـــب الـــذات؟ تذكـــري أنـــك يف عالقـــة مـــع نفســـك، فعامـــي نفســـك كمـــا تعاملـــن شـخصا تحبينـه. تحـديث مـع نفسـك بلطـف، وحـن تجديـن أفـكارا ســـلبية تـــراودك، توقفـــي واســـأيل نفســـك عمـــا كنـــت ســـتقولينه لشـــخص تحبينـــه. عامـــي نفســـك جيـــدا، ودلليهـــا، واقـــي وقتـــا معهـــا، وتعـــريف إليهـــا أكـــر. قـــد تحرزيـــن تقدمـــا قبـــل أن تجـــدي نفســـك عائـــدة إىل نقطـــة البدايـــة، وذلـــك طبيـــي تمامـــا. تعاطفـــي مــع نفســك، وتذكــري أنــك إنســان وأنــك تبذلــن قصــارى جهــدك. ليــس عليــك أن تفعــي أي يشء، أو أن تكــوين أي يشء لتســتحقي الحـــب، لقـــد ولـــدت تســـتحقينه.