THE QUEEN OF FLOWERS
موهبتنا الفّنية لهذا الشهر
"منـــذ والديت، بقيـــت محاطـــة بالمبدعـــن، فجميـــع أفـــراد عائلـــي مبدعـــون بطريقـــة أو بأخـــرى. جـــدي عـــزف عـــى الكمـــان وتســـلق الصخـــور، إضافـــة إىل كونـه بسـتانيا شـغوفا عمـل عـى تربيـة وتسـمية بعـض أزهـــار الســـحلية الربيـــة يف الجبـــل المحـــي يف " أريتـــا". جـديت كانـت طباخـة رائعـة وصانعـة كيمونـو، وأخـوايل خـــراء يف صيـــد الســـمك، ووالـــديت رســـامة عـــى الخـــزف، ووالـــدي مهنـــدس معمـــاري، وأبنـــاء عمـــي يعزفـــون يف فـــرق موســـيقية" ، هكـــذا بـــدأ حديـــي مـــع فنانــة الخــزف اليابانيــة " كاوري تاتيبايــايش" KAORI TATEBAYASHI الـــي تقيـــم وتعمـــل يف لنـــدن منـــذ عرشيـــن عامـــا.
فيمـــا كانـــت تـــدرس فـــن الســـراميك يف كيوتـــو ولنـــدن، استكشـــفت " كاوري" اإلمكانيـــات الجديـــدة الـــي يمكـــن أن يوفرهـــا الطـــن الخـــزيف، ومـــا تعنيـــه
هـــذه المـــادة المألوفـــة بالنســـبة إىل هويتهـــا الخاصـــة. وجـــدت طبيعتهـــا المتناقضـــة مذهلـــة، إذ تتســـم يف الوقـــت نفســـه بالهشاشـــة والثبـــات.
مـن خـال عملهـا يف الخـزف الحجـري األبيـض المقولـب يدويـا، تصـور الزهـور والنباتـــات بدقـــة مذهلـــة، فـــا تعكـــس شـــكلها فحســـب، بـــل تعكـــس ملمســـها أيضـــا. والنتيجـــة تجربـــة تقربهـــا جـــدا إىل الطبيعـــة. مشـــكلة طينهـــا مبـــارشة مـــن الزهـــور والنباتــات الــي تكــون يف موســمها، تبتكــر " كاوري" منحوتــات ثاثيــة األبعــاد تســى مـــن خالهـــا إىل "التقـــاط الوقـــت وحفظـــه داخـــل الطـــن" كمـــا تقـــول. فتحتضـــن هــذه األعمــال الخزفيــة هشاشــة دورة الطبيعــة، وتصــون اللحظــات العابــرة لحيــاة النبتـــة.
ولـــدت " كاوري" يف بلـــدة أريتـــا المعروفـــة بكونهـــا مهـــد بورســـان " إيمـــاري" يف اليابـــان، ونشـــأت يف كنـــف عائلـــة متمرســـة يف تجـــارة الخزفيـــات، فكانـــت محاطـــة منـــذ طفولتهـــا بالفخاريـــات الرائعـــة. تخصصـــت يف فـــن الســـراميك يف "جامعـــة مدينـــة كيوتـــو للفنـــون" و"الكليـــة الملكيـــة للفنـــون" يف لنـــدن. عرضـــت أعمالهـــا حـــول العالـــم، وحـــازت جوائـــز مـــن "مجلـــس الحـــرف" الربيطـــاين، وعملـــت عـــى مـــروع كلفهـــا بـــه "المتحـــف الربيطـــاين" عـــام .2009