الوزير وقاعدة «تكثير اخلير وتقليل الشر»
أكــــــد وزيـــــــر الـــــشـــــؤون اإلســــامــــيــــة والــــدعــــوة واإلرشــاد على أن من قواعد الشرع العظيمة ومن واجبات أهل العلم تقليل الشر وتكثير الــخــيــر وذلــــك فــي إطــــار حــثــه لــلــدعــاة وطلبة العلم على القيام بواجبهم تجاه املجتمع. وقاعدة تكثير الخير وتقليل الشر التي أشار إليها الوزير ال تنحصر فيما ينبغي أن يكون عليه املجتمع بل فيما هو كائن عليه املجتمع بــالــفــعــل ولــيــس ذلـــك مـــن بـــاب إحـــســـان الظن بـاملـجـتـمـع مــن قـبـل الــدعــاة وإنــمــا باعتباره مجتمعا مسلما مفطورا على حـب الخير ال يمكن ملا يقع فيه من أخطاء أن يغلب عليه، وهـــذا يعني أن على الــدعــاة أن ينطلقوا في دعـوتـهـم مــن هــذه الـخـيـريـة الـتـي تغلب على املجتمع ولـيـس مـن تغليب صفة الـشـر عليه ومن ثم دعوته إلى الخير. عــلــى الـــدعـــاة أن يــعــتــمــدوا ذلـــك فــي دعوتهم فقد ابتلينا في زمن الصحوة بدعاة شوهوا صورة املجتمع وبثوا فيه الضعف والخوف والــخــنــوع وأوهــمــوه أنــه مجتمع غـلـب عليه الفساد واستشرى فيه الشر وانحرف عن سبيل الهدى ولم يكونوا يفعلون ذلك إال لكي ينزلوا أنفسهم من املجتمع منزلة املنقذ من الضال وهـــــم بـــذلـــك يـــنـــزعـــون ثــقــة املــجــتــمــع بنفسه ومعرفته بما هو عليه من خير وينتهي األمر باملجتمع إلى أن يسلم لهم قياده، يوجهونه كيف شاؤوا ويملون عليه ما أرادوا. وكانت محصلة ما قـام به أولئك من تشويه لــلــمــجــتــمــع وتــــكــــريــــس لــــوصــــفــــه بالفساد واالنحراف والجهل بالشريعة وأحكامها أن سهل على التكفيريني بعد ذلك رمي املجتمع بالكفر وإخراجه من الدين ومن ثم استحال دم املجتمع قتا وتفجيرا، كما أغرت الصورة املـشـوهـة للمجتمع بـعـض أبـنـائـه بالخروج عــنــه وعــلــيــه فـــاخـــتـــاروا الـــذهـــاب إلـــى مواقع الـفـتـنـة والــقــتــال عـلـى الــبــقــاء فــي مجتمع تم تصويره لهم على أنه مجتمع فاسد ثم عادوا إليه مجاهدين ضده. قـاعـدة «تقليل الـشـر وتكثير الـخـيـر» هـي ما يميز مجتمعنا وهــي مــا ينبغي أن ينطلق منه الدعاة باعتبارها حقيقة واقعة وليست مجرد هدف يسعون إلى تحقيقه.