Okaz

«وادي نعمان» يسقط ضحية بني الطائف ومكة

القرى «احلائرة» تفتقد الصحة واملاء.. وعني زبيدة تبكي اإلهمال

- عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)

ســقــطــت قــــرى وادي نــعــمــا­ن، ضــحــيــة ملــوقــعـ­ـهــا، حـــائـــر­ة بـــني الطائف والعاصمة املقدسة، فغابت عنها الخدمات التنموية األساسية، وبات سكانها يدفعون الثمن، إذ يضطرون إلــى التوجه لتلقي الـعـالج في املستشفيات واملستوصفا­ت الخاصة في مكة املكرمة أو الطائف، في ظل تعثر املشروع الصحي في قراهم، ما ينهكهم ماديا ونفسيا، ويشكون من العطش الذي تزداد وطأته عليهم باشتداد فصل الصيف، رغم أن املحطات والشبكة التي ترفد الطائف باملاء تمر بني منازلهم. ونبه األهالي إلى اإلهمال الذي يعانيه مشروع عني وادي زبيدة وتحوله إلى أوكار للمخالفني، يتخذون منه منطلقا ملمارسة التجاوزات بمنأى عن أعني رجال األمن، مطالبني أمانة العاصمة املقدسة والهيئة العامة لـلـسـيـاح­ـة والـــتـــ­راث الــوطــنـ­ـي بـالـتـدخـ­ل لحمايتها والــبــدء فــي تنفيذ مشروع تطويرها. وتذمر خالد العلياني من تعثر مشروع صحي الكر شداد، وتحوله إلى هيكل أسمنتي دون إنجازه، رغم مرور املوعد املحدد للتسليم، ما دفع الشؤون الصحية في مكة املكرمة لتمديد عقد إنشائه، مشيرا إلى أن معاناة األهالي مع ذلك املركز ال تنتهي. وذكـــر العلياني أن املــركــز الـصـحـي الـقـديـم متهالك يفتقد لكثير من الخدمات والتخصصات األساسية التي يجب أن يقدمها ملراجعيه، الفتا إلى أنهم يترقبون بفارغ الصبر إنجاز املشروع الصحي املـرتـقـب لينهي حـالـة الـتــرحــ­ال الـتـي يعيشونها بحثا عن الـعـالج فـي املستشفيات واملستوصفا­ت الخاصة فـي مكة املكرمة. ورأى عــبــدالـ­ـلــه الــعــتــ­يــبــي أن أهــمــيــ­ة إنـــشـــا­ء مــركــز صحي متطور في قرى نعمان تكمن في استقباله ضحايا الحوادث املرورية الذين يتساقطون بكثافة على طريق الطائف-مكة املكرمة، خصوصا في موسم الحج والعمرة، متمنيا متابعة إنجازه سريعا، ليخدم األهالي في املنطقة. وانتقد نقص الكوادر الطبية والتجهيزات في املركز الصحي الحالي، رغـــم أنـــه يــخــدم أعـــــداد­ا كـبـيـرة مــن املــواطــ­نــني فــي الــطــريـ­ـق، فـضـال عن الـعـابـري­ـن، مستغربا اعـتـمـاد املــركــز عـلـى طبيب واحـــد يـبـاشـر جميع الحاالت، إضافة إلى أنه يفتقد لقسمي األسنان والنساء والوالدة. وأوضـح أن كثيرات من الحوامل يعشن حالة رعب في حال داهمتهن آالم املـخـاض، مـشـددا على أهمية أن تنظر الجهات املختصة ملعاناة األهالي في تلك القرى. وحـــذر عـلـي الــهــذلـ­ـي مــن انــتــشــ­ار الـعـمـالـ­ة املـخـالـف­ـة فــي القرى بكثافة، بمنأى عــن أعــني الـجـهـات األمـنـيـة، مشيرا إلــى أن املخالفني اتخذوا من مبنى عني زبيدة على طريق وادي نعمان استراحة لهم، مستغلني اإلهمال الذي يعانيه املعالم التاريخي األثري. وتساءل عن مصير تطوير «عني زبيدة» إذ ال تــزال لوحة املشروع منتصبة في املوقع، أن يحدث أي تغيير فيه، بل يتجه املكان لأسوأ يوما بعد آخر، فضال عن تزايد املخلفات والنفايات فيه بتقادم الزمن. وطالب الهذلي بتدخل األجهزة األمنية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلنقاذ عني زبيدة، وحمايتها والعمل على تطويرها، بدال من تركها لتتحول إلى أوكار للمخالفني. وتــســاءل عطية الـهـذلـي عــن دور الـجـهـات املـخـتـصـ­ة ومـنـهـا األجهزة األمنية وأمانة العاصمة املقدسة، في ضبط باعة ماء زمزم على طريق الطائف، مشيرا إلـى أن أولـئـك املخالفني يمارسون نشاطهم املخالفة بحرية دون أي رادع. واقترح الهذلي على األمانة تنظيم نشاط الباعة السعوديني بإنشاء أكشاك أو مظالت يزاولون من خالل بيع زمزم بدال من تركهم يسرحون بحرية، مع التأكد من سالمة تلك املياه، إن كانت زمزم أو مغشوشة. وتناول أحمد عبدالعزيز معاناة سكان قرى وادي النعمان مع العطش، رغم أن منطقتهم تحتضن املحطات والشبكة التي تزود الطائف باملاء، مرددا بيت الشعر القائل: «كالعيص في البيداء يقتلها الضمأ ..واملاء فوق ظهورها محمول». وشــدد على أهمية إنـهـاء معاناتهم مـن العطش بتزويدهم بـاملـاء من املحطات القريبة منهم، الفتا إلى أن أصحاب الصهاريج استنزفوهم ماديا خصوصا مع دخول فصل الصيف. وقال عبدالعزيز: «ال أعلم سبب التجاهل الذي تعانيه قرانا، لكن يبدو أن وقوعها بني الطائف ومكة املكرمة، جعلها حائرة بينهما، كل جهة تعتقد أن األخرى معنية بها، وبتنا نحن الضحايا».

 ??  ?? مقر عين زبيدة تحول إلى وكر للمخالفين. (عكاظ)
مقر عين زبيدة تحول إلى وكر للمخالفين. (عكاظ)
 ??  ?? المركز الصحي المتعثر في قرى وادي نعمان. (عكاظ)
المركز الصحي المتعثر في قرى وادي نعمان. (عكاظ)
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia