تزايد ظاهرة «اإلسالموفوبيا» في أوروبا
في أقل من 51يوما، سقط أكثر من 001شخص وأكثر مـن 001جــريــح فـي أعـمـال دامـيـة بــأوروبــا، إذ يعتبر هــجــوم مـيـونـيـخ الــثــالــث ضــد املــدنــيــني فــي أوروبـــــا، بـعـد عملية دهــس الـشـاحـنـة فــي نـيـس، فــي الـ41من الشهر الحالي، والتي ذهب ضحيتها 84 قتيال، هذا الـعـمـل اإلرهـــابـــي الـــذي أعـقـبـه الــهــجــوم بــالــفــأس في ورتسبورغ. وتـعـتـبـر هـــذه األعـــمـــال الــتــي تـبـنـت بـعـضـهـا تنظيم داعش، من بني الهجومات الدامية التي هزت أوروبا، والــتــي أرادت داعـــش مــن خــالل تبنيها، رغــم كونها أفعاال معزولة، تهدف لزعزعة األمن وأنها قادرة على اختراق األمن، كما يرى املختصون. ورغم إن تنظيم داعش تبنى بعض األعمال اإلرهابية، إال أن الخبراء يـرون أن بعض الهجومات هي أفعال مـعـزولـة مــن أشــخــاص يـعـانـون مــن اخــتــالالت عقلية وليسوا تابعني لتنظيم داعش. وقـــــال الــفــيــلــســوف االجــتــمــاعــي بــجــامــعــة غرونوبل جيالس ليبوفاتسكي، إن تبني داعش لبعض األعمال اإلرهــابــيــة هــو مــحــاولــة لـكـسـب مـنـبـر جــديــد خارج الــحــدود الـتـي تنشط فيها، خصوصا وأن التنظيم فقد الكثير من أراضيه في العراق وسورية. وأشــــار الـخـبـيـر األمــنــي غــيــالس كــيــبــال، « أن بعض األعمال اإلرهابية يتبناه تنظيم داعش الذي أصبح محاصرا على أراضيه في العراق والشام، وحتى في معقل تواجده بالرقة». وأضـــاف كيبال إن «داعــــش»، ومــن منطق مـا أسميه «الجيل الثالث من الحركة اإلرهابية»، استطاع إلى حــد مــا أن يـحـقـق الــنــتــائــج لـصـالـحـه مــن أي عملية إرهابية في أوروبــا، ولـو كـان الفعل معزوال وبعيدا عن إستراتيجياته. وفي نفس السياق يقول بيتار ألتميار، مسؤول مقرب لــدى املـسـتـشـارة األملـانـيـة أنجيال ميركل «إن أملانيا لـن تسمح لـإرهـاب والعنف أن يعرفا طريقا لـه في أملـانـيـا، وستكون بــالده حـازمـة مـع كـل مـن تـسـول له نفسه بارتكاب أعمال إرهابية ضد املواطنني». الــجــديــر بــالــذكــر أن آخــــر إحــــصــــاءات ملــعــهــد إيفوب الفرنسي، تشير إلى أن 73 % من الفرنسيني يعتقدون أن الجالية العربية املسلمة بفرنسا تعيش تداعيات الهجومات التي عرفتها فرنسا وبلجيكا في األشهر األخيرة. وأشــارت اإلحـصـاءات أن فرنسيا واحـدا من بــني اثــنــني، يـديـنـون األعــمــال اإلرهــابــيــة الـتـي وقعت بفرنسا. و اإلحـصـاء نفسه، بـني أن «اإلسالموفوبيا» اتسعت رقعتها بعد األحــداث التي عرفتها فرنسا وبلجيكا وأملــانــيــا، وانــتــشــرت ظــاهــرة نـبـذ الــعــرب، رغــم إن كل الهجومات التي حدثت حصدت أرواحـا من الجالية املسلمة. ففي هجوم نيس وحده، وحسب بيان اتحاد الديانة املسلمة بمقاطعة األلب دي ماريتيم، فإن03شخصا، مسلمي الــديــانــة، قتلوا فــي نيس مــن بــني 48،الذين قتلوا على جـادة منتزه اإلنجليز بشاحنة الفرنسي من أصل تونسي محمد لعوج بوهالل. وحسب الخبراء الغربيني، فإن اإلرهـاب الذي يهاجم أوروبا ويستهدف األماكن العامة ال يستثني الجالية العربية واملسلمة.