جدل«ثورة يوليو» ينعكس على روائيي مصر
احتفت لجنة القصة باملجلس األعلى للثقافة املصرية الخميس املاضي بثورة 23 يوليو ورصد تأثيرها على حركة األدب عبر ندوة «ثورة يوليو واألدب» بمشاركة عدد من األدباء والنقاد. مــن جـهـتـه، قـــرأ األديــــب الـكـبـيـر يــوســف الــشــارونــي في الــنــدوة مقاطع مـن قصصه وروايــاتــه مستشهدا فيها بــرصــده لــلــحــراك الـسـيـاسـي واألدبـــــي فــي حـقـب زمنية مختلفة وأكـــد عـلـى قـــدرة اإلبــــداع بـكـافـة أشــكــالــه على رصــد وتحليل الــواقــع املــعــاش بــل الـتـنـبـوء بـمـا سوف يحدث في كثير من األوقات. وتــنــاول محمد قطب قـــدرة الــروايــة على رصــد الواقع املــعــاش واتـــســـاع مــجــالــهــا لـيـشـمـل تـحـلـيـل التحوالت االجــتــمــاعــيــة ولـــجـــوء الــبــاحــثــني الــســيــاســيــني وعلماء االجتماع للبحث في إبداع فترات زمنية ملعرفة الواقع الــســيــاســي واالجــتــمــاعــي املـــوجـــود فــيــهــا، مــشــيــرًا إلى أن الـكـثـيـر مــن الـــروايـــات واملــســرحــيــات انــتــقــدت القمع واإلحباط في فترات كثيرة شهدها التاريخ واستشهد برواية «قبلة الحياة» لفؤاد قنديل التي رصدت بعمق الواقع املعاش واملحبط وقتها للدرجة التي يهب فيها املوتى ليعطوا قبلة الحياة للشباب كناية عن الثورة املـنـتـظـرة. ووصـــف الــروائــي أحـمـد الشيخ «دور األدب الـحـقـيـقـي.. وثــــورة يـولـيـو وتــأثــره الـشـديـد بــهــا» وقال إن «الــثــورة كـانـت فـرحـة كامنة لــدى املـصـريـني وقتها رغــم كـل مـا وجــه لها مـن نـقـد»، مضيفًا أن «التصنيع وتأميم القناة والدخول في معارك مع الغرب والصمود االجــتــمــاعــي الــــذي تـجـلـى وقــتــهــا»، فــي إشـــــارة إلـــى أن «ثــورة يوليو استطاعت أن تلهم املبدعني بشكل كبير خصوصا التي كانت أحالمهم تقترب من حلم الثورة والخالص». أمــا الـنـاقـد ربـيـع مفتاح فقد أشـــار إلــى تـأثـيـرات ثورة يوليو في مقومات النهوض لكافة املجتمعات وقانون اإلصـــــــالح الـــــزراعـــــي والــبــنــيــة الــتــحــتــيــة مــــشــــددًا على «أهـمـيـة هــذا الــقــانــون حـتـى عـلـى أبــنــاء الـــــوزراء الذين كــان معظمهم مـن تلك الطبقة التي اسـتـفـادت مـن هذا الـقـانـون»، كما لفت إلــى «دور األدب وقتها خصوصا الرواية التي جعلت عبدالناصر يعيد النظر في مهنة «عــمــال الـتـراحـيـل» بـعـد صـــدور روايـــة يـوسـف إدريس الرائعة «الحرام»، بجانب روايـات يوسف القعيد التي اهتمت أيضا بالفالح كونه ريفي املولد والنشأة. وعــن نجيب محفوظ وثــورة يوليو قــال الناقد حسني حموده إن ثورة يوليو كانت تساير تماما التصورات الــتــي تــبــنــاهــا مــحــفــوظ مــنــذ فــتــرة الــثــالثــيــنــات، فكان مــشــغــوال بــفــكــرة الــعــدالــة االجــتــمــاعــيــة وإقـــامـــة العدل والقضاء على الفقر.