دراسة في األنساق السيميائية غير اللغوية
صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع بدمشق كتاب جـديـد يعنى بــدراســة األنــســاق السيميائية غـيـر الـلـغـويـة حمل عــنــوان «السيميائيات» للمؤلف بيير جــيــرو، ترجمة الدكتور منذر عياشي، في ٨2١ صفحة، يحاول املؤلف أن يطلق تعريفا لهذا العلم الذي يختﺺ بدراسة العالمات وأنساقها، ولم يستثن من ذلك دراسة األدلة والرموز، تبنى املؤلف تعريف السيميائيات على أنـهـا «دراســـة األنــســاق السيميائية غير الـلـغـويـة» وحسب مفهوم العالم اللغوي السويسري املؤسس ملدرسة البنيوية في اللسانيات واألب الـروحـي لهذا العلم فردينان دي سوسير فﺈن علم السيميائيات هو «العلم الذي يدرس حياة العالمات في قلب الحياة االجتماعية». يقول املؤلف إن «اللغة نسق من العالمات املعبرة عـن أفــكــار، وهــي لـهـذا تـقـارن بالكتابة، وبــحــروف البكم والصم، وبالطقوس الرمزية، وبعبارة اﻵداب العامة، وبالعالمات الـعـسـكـريـة، إلــى آخــــره، إنــهــا فـقـط ذات أهـمـيـة أكــبــر مــن كــل هذه األنساق، ويمكننا إذن أن نقيم علمًا يدرس حياة العالمات داخل الحياة االجتماعية، ويشكل هذا العلم جزء ا من علم النفس العام، ونحن نسميه السيميائيات». يــذكــر أن عــلــم الــلــســانــيــات يـعـتـبـر جــــزءا مــن عــلــم السيميائيات ويعرف علم اللسانيات على أنه علم اللغة وهو علم يهتم بدراسة الــلــغــات اإلنــســانــيــة ودراســـــة خـصـائـصـهـا وتـراكـيـبـهـا ودرجات التشابه والتباين فيما بينها، تهتم السيميائيات في ما أبعد مــن ذلـــك، إذ إنـهـا تشكل كــال مــن الـلـغـوي وغـيـر الـلـغـوي ويدخل فــي دائــرتــهــا كــل مــا هــو بــصــري وغير منطوق، مثل اإلشـــارات والــرمــوز بلغة الصم والبكم والشفرة السرية وعالمات املـــــــرور، يـــقـــدم بــيــيــر جـــيـــرو فـــي كتابه مــادة ثقيلة بـوزنـهـا العلمي واللغوي ويــعــتــبــر امــــتــــدادا لــفــالســفــة ومفكرين فــي هـــذا الـحـقـل أمــثــال الــعــالــم اللغوي األرجنتيني لويس برييتو.