Okaz

Ð ‪°sÞu « vKŽ «uK‬

ﺟﺪار اﻟﻤﺎء

-

رب ضـــــــــ­ارة تــكــشــف مــــا فــــي ســــرائــ­ــر بعض املصابني بهوس جلد الوطن، وتحميله ما ال يجوز من ترهات، وفبركات في مرحلة صعبة. هكذا جاء ت حادثة االنقاب العسكري الفاشل فــي تـركـيـا لـتـفـضـح أنــاســًا يــرهــقــ­ون أنفسهم بالبحث عــن مـثـالـب ضــد بــادهــم، ويهللون طربًا وانتقائية بتدخل أعــوج ملـا يحدث في بلدان أخرى، ال تكترث بجنونهم وطيشهم. دعــونــا نــقــول تــحــديــ­دًا إنــهــم يـهـلـلـون لـكـل ما يحدث في تركيا، وملا يقوم به الرئيس رجب طـيـب أردوغـــــ­ان، وأي مـأخـذ لـديـهـم ولــو على مشروع متعثر في بادهم، يجعلهم يوغلون في االنتقاد بقسوة، ووضع مقدمات خاطئة، مــــن الــطــبــ­يــعــي أن تـــقـــود­هـــم إلـــــى خاصات خاطئة. وهو مرض وغرض ال منجى منهما إال بطلب الـهـدايـة لـهـؤالء الـذيـن بخلوا على بــادهــم بـكـلـمـة طـيـبـة، ولـــو عـلـى خــجــل، كأن هناك رقيبًا يحاسبهم على الــوالء لوطنهم، وألهله، وقيادته، أو يعتقدون أنها تنقص من قدرهم وصدقيتهم. ويـنـسـى هـــؤالء، أو ربـمـا يـتـعـامـو­ن عــن رؤية حقيقة ماثلة وواقــع مـا، يكرسون له الفرص مدحًا وتضخيمًا وتزلفًا لﻶخرين. فهل يعقل هــؤالء أنـهـم ال يفقهون أن تركيا، هـــــي فـــــي نـــهـــاي­ـــة املـــــطـ­ــــاف دولـــــــ­ـة ذات نظام عـلـمـانـي؟. وهــل يعقل أنـهـم ال يفهمون كيف يلعب الـرئـيـس أردوغــــا­ن لعبة الـسـاحـر الذي يريد أن يحقق املستحيل، بالجمع بني دولة إسامية منتمية للتوجهات اإلخوانية، لكنها فـــي الـــوقـــ­ت نـفـسـه تـــتـــود­د ألوروبــــ­ـــا، وتسعى جـــاهـــد­ة لــالــتــ­حــاق بــاتــحــ­ادهــا، والــبــقـ­ـاء في التحالف األطلسي الغربي (ناتو)، وهذا حقها كدولة لها استقاليتها وسيادتها على كامل أراضيها. مـؤسـف أن يـخـتـار هـــؤالء االنــحــي­ــاز لألدلجة ولــألهــو­اء املــدمــر­ة، الـتـي ال تعترف بالحدود الــجــغــ­رافــيــة، وال الــســيــ­ادة الــخــاصـ­ـة بالدول، ليصطفوا وراء فكرة الدولة العابرة للحدود، املهيمنة بـاسـم «اإلســـام الـسـيـاسـ­ي»، الحاملة بــالــتــ­وســع والــهــيـ­ـمــنــة والـــقـــ­ضـــاء عــلــى اﻵخر واقتياده غنيمة. ومؤسف أكثر إنهم يبحثون عــن واحـــة وهـمـيـة يـمـكـن أن يـعـشـوشـب فيها فــكــرهــ­م الـــعـــا­بـــر لـــلـــحـ­ــدود لــيــعــم­ــل الفوضى والتخريب. إن الحديث عن تركيا كدولة مسلمة مستقرة له أهميته، لكنها بـاد ذات تجربة مختلفة، ولو كان صحيحًا أن أردوغان ومنظري حزبه الحاكم يحلمون باستعادة أمجاد عثمانية قضت عليها الحرب العاملية األولى، وتوسيع رقــعــة الــنــفــ­وذ الــتــركـ­ـي عـلـى طـريـقـة فرمانات «الباب العالي»، فإنها أضغاث أحام، وسراب يحسبه الظمﺂن ماء؛ ألن النظام العاملي السائد، منذ أن وضعت الحرب العاملية الثانية أوزارها منتصف أربعينات القرن املاضي، لن يسمح بــذلــك. وحــتــى لــو غــض الــغــربـ­ـيــون، أو بعض حكوماتهم، الطرف عن تلك األوهام واألحام، فــإن الشعوب العربية واإلسـامـي­ـة لـن تسمح بــاالنــق­ــيــاد وراء حــركــات مــؤدلــجـ­ـة، وستبقى متمسكة بالوسطية واالعتدال، وتتعايش مع العالم بسام، وستعمل أدوارها السياسية في املجتمع الدولي بناء على لغة املصالح، وليس وفق تدبير املؤامرات والعنتريات والشعارات البالية، ومحو الحدود الجغرافية، وانتظار املصير املجهول. األكيد أن مثل تلك األصوات الـنـشـاز، واألقـــام املفترية كـذبـًا وبـهـتـانـًا، لن تنال من صدق وعزيمة الشعوب في الحفاظ على أمنها واستقرارها مهما كانت الظروف

والصروف.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia