شهداء الوطن ..وطبالو الزفة «العصملية»!
أمــس األول استشهد خمسة مـن إخوتنا أبطال حـــــرس الــــحــــدود دفــــاعــــًا عــــن األرض والعرض والدين في معركة شـرف تكتب بماء الذهب في سجالت التاريخ الوطني.. معركة صدوا من خاللها جماعات إجــرامــيــة مـسـلـحـة كــانــت تــحــاول اخـــتـــراق حــــدود الـــدولـــة في منطقة نجران. إنـــهـــم أبـــطـــال بـــذلـــوا أرواحــــهــــم بــكــل شــجــاعــة لــيــنــام جميع السعوديني مطمئنني آمنني في بيوتهم بني أسرهم، فاملجد كل املجد لشهدائنا األبــرار: «الجندي أول سليمان بن سعيد بن سليمان املعيدي، والجندي أول موسى بن زين بن محمد املرحبي، والجندي أول عبدالله بن محمد بن حسن شراحيلي، والجندي أول مرزوق بن سعيد بن علي لسلوم، والجندي أول جابر بن علي بن حسني العلوي»، والعزاء كل العزاء للوطن وذويهم في فقدهم املوجع. مثل هــذا الــحــدث يكشف بــال شــك خــزي وعـــار ذوي الوالءات الــرخــيــصــة الــعــابــرة لــلــحــدود الــتــي انـشـغـلـت عــن كـلـمـة شكر أو عــزاء لقواتنا الباسلة بالتطبيل فــي الــزفــة «العصملية» صباحًا والبكاء على ضحايا االنقالب التركي الفاشل ليال، وبخلوا على بطوالت أبناء وطنهم بكلمة، بل ليتهم اكتفوا بالصمت ليستطيع املدافع عنهم إيجاد أعــذار تستر عورات توجهاتهم املشبوهة، فقد تجاوزوا ذلك إلى االستماتة دفاعًا عــن قــنــاة «الــجــزيــرة» الــتــي وصــفــت عـبـر حـسـابـهـا فــي شبكة «تويتر» شهداء حدودنا األبطال بـ«القتلى»، بينما وصفت ضحايا األحــداث التركية بـ«الشهداء»، وهـي لغة إعالمية ال عالقة لها باملهنية من قريب أو بعيد، لكنها في األخير لغة ليست مستغربة من «الجزيرة». بــالــطــبــع شـــهـــداؤنـــا األبــــطــــال لــيــســوا بــحــاجــة إلــــى «شهادة مختومة» مـن تلك الـقـنـاة الناطقة بـاسـم املــشــروع اإلخواني في املنطقة، لكن ما حجة املدافعني بكل شراسة عن سلوكها، وهل يصل العمى الحزبي باإلنسان لالصطفاف عاطفيا ضد بطوالت حماة وطنه من أجل التبرير لصوت الحزب اإلعالمي خارج الحدود؟!. كتب الزميل األستاذ جميل الذيابي في هذه الصحيفة أمس تحت عنوان «بخلوا على الوطن»، متأسفًا على حال هؤالء، كــلــمــات أثـــيـــرة تــســتــحــق أن تــكــرر وتــعــلــق كــجــرس للتذكير بخطورة التساهل مع هذه األصــوات الحزبية النشاز.. يقول الذيابي: «مؤسف أن يختار هؤالء االنحياز لألدلجة ولألهواء املــدمــرة، الـتـي ال تـعـتـرف بـالـحـدود الـجـغـرافـيـة، وال السيادة الخاصة بالدول، ليصطفوا وراء فكرة الدولة العابرة للحدود، املهيمنة باسم «اإلسالم السياسي»، الحاملة بالتوسع والهيمنة والــقــضــاء عـلـى اآلخـــر واقــتــيــاده غنيمة. ومــؤســف أكـثـر أنهم يبحثون عـن واحــة وهمية يمكن أن يعشوشب فيها فكرهم العابر للحدود ليعمل الفوضى والتخريب». رحـم الله شهداء وطننا األبـطـال، وألرواحـهـم املجد والخلود في قلوب وعقول كل السعوديني الشرفاء.