والدة الشهيد «مرزوق»: وعدني بالعودة واإلفطار معي.. فتلقيت نبأ استشهاده!
حصلت «عــكــاظ» على تفاصيل املكاملة األخيرة لـشـهـيـد الـــوطـــن الــجــنــدي أول مـــــرزوق سـعـيـد آل صــلــيــع، الــــذي اسـتـشـهـد فــي الــحــد الــجــنــوبــي. إذ أجرى مكاملة هاتفية مع والدته قبل ساعات قليلة من رحيله، مطمئنا عليها وعلى عائلته وإخــوتــه. وسألته والدته عـن موعد عـودتـه فأخبرها بأنه سـيـنـهـي مـهـمـتـه صــبــاح اإلثنني. ووعـدهـا بـالـعـودة مبكرا لتناول وجــــبــــة اإلفـــــطـــــار مـــعـــهـــا. وفيما انـتـظـرت األم لحظة عـــودة ابنها الـبـطـل تلقت نـبـأ اسـتـشـهـاده في مــيــدان الــبــطــولــة والـــفـــداء بالحد الجنوبي. وتـصـف أم الشهيد ابنها مـــرزوق بـأنـه كــان بارا بــهــا وأكـــثـــر تـــواصـــال مــعــهــا، وعـــــاش مــعــهــا في بيتها ويستعد لتشييد طابق ثان في ذات املنزل استعدادا لدخول عش الزوجية. واختار ذلك كي يـكـون قـريـبـا مــن والــدتــه لـيـنـال بـرهـا واإلحسان إلــيــهــا. وتـضـيـف األم: «مـــــرزوق كـــان مــشــهــودا له بحسن الدين والخلق واملعاملة الطيبة مع أبناء منطقته وزمالئه في العمل». مــن جـانـبـه، يـقـول أبــو الـشـهـيـد: أعـــزي نفسي في مـصـابـي كـمـا أعـــزي الـجـمـيـع فــي شـهـيـد الوطن، «كرامة الوطن من كرامتي وكل سعودي»، وسأظل أفــتــخــر بـتـضـحـيـتـه مـــا حــيــيــت. أما شـيـخ قبيلة آل صليع نــاصــر دكام فـأكـد أنـهـم ربــوا أبـنـاءهـم على مثل هـذه املـواقـف في التضحية والفداء واالنـــتـــمـــاء لــلــوطــن الـــعـــزيـــز، والكل يتمنى الشهادة في سبيله، ومرزوق مضى فداء للوطن. يـشـار إلــى أن الـجـنـدي أول الشهيد مــرزوق سعيد علي دكــام آل صليع، من مواليد 3٠٤١ في نجران، وانضم للسلك العسكري وأكـمـل دراســتــه الـثـانـويـة وهو على رأس العمل، وترتيبه الـسـادس بـني إخوته الثالثة عشرة، واستشهد في قطاع حرس الحدود بخباش بمنطقة نـجـران بعد مواجهة استمرت نحو ثماني ساعات ضد العناصر املعتدية.