حي الرويس.. رائحة احلوت والبحر.. و«بَرَكة» البيوت الصغيرة

ثـمـة أحــيــاء متخمة بسلسلة مــن التشوهات واألحــــــــــواش واملـــــنـــــازل املـــهـــجـــورة والبيوت املـتـصـدعـة الـتـي يـجـد فيها املـخـالـفـون مالذا آمـنـا، ويـأتـي «الــرويــس» كـأحـد هــذه األحياء، األمــر الــذي حـدا بجهات االختصاص إلعالن نقلة تطويرية كبرى في الحي الشهير، وسط تباين في آراء سكانه. يــصــف األهــــالــــي حــيــهــم بـــأنـــه تـــاريـــخ عريق وموقع إستراتيجي قريب من البحر، ويعترف غالبيتهم بحاجته إلــى الـتـطـويـر والتنظيم والــقــضــاء عـلـى بـعـض الــتــشــوهــات، ومــع ذلك يرون أن شوارع الرويس برغم ضيقها إال أنها ما زالت تتسع لهم. في حي الرويس تحاصرك األسئلة الساخنة في شوارعه وأزقته، إذ تحتضن أشهر مقابر جــدة «مقبرة الــرويــس» فـي الـجـزء الجنوبي، فيما يعتبر شارع حائل وشـارع السيد أشهر معالم الحي التي تمتد غربا إلى البحر وشرقا إلى طريق املدينة وشماال إلى شارع فلسطني وجـــنـــوبـــا إلــــى شـــــارع ولــــي الــعــهــد بمحاذاة البغدادية. في الحي ثمة حارات عريقة ومعروفة يسكنها من اشتهروا بعشق البحر ويقع شارع السيد أحــد الــشــوارع الـرئـيـسـة وفــي منتصف الحي الغربي توجد حارة تعرف بـ(الحفيرة) وهي مــشــهــورة بــكــثــرة املــداهــمــات األمــنــيــة لتعقب املخالفني واملروجني والخارجني عن القانون. شــهــد الــحــي خــــالل الـــســـنـــوات الـــــــ01 األخيرة تغيرات طبوغرافية، حيث سكنت فـي أجزاء منه جاليات وافدة بعد أن هجر بعض من أهله مـنـازلـهـم، ومــا زالــت البقية الباقية متمسكة بالبقاء رغـم مـغـادرة أقاربهم ومعارفهم إلى أحـيـاء الشمال والــشــرق، فيما اخـتـار البعض منهم خصوصا كبار السن البقاء حتى أنهم يـتـمـنـون مـــغـــادرة الــحــيــاة وهـــم فــي منازلهم تلك وفــي املــكــان الـــذي قـضـوا فيه أجـمـل أيام عمرهم. يقول محمد الجابري، عادل العبدالله، صالح غالب، محمد عيد وعبدالعزيز الجهني (من أهــالــي الـــرويـــس) إن أكــثــر مــا يـضـايـقـهـم هي كثرة انتشار صغار السن من الوافدين الذين يــنــتــشــرون فـــي أجــــــزاء مـــن الـــحـــي خصوصا جنوب شارع السيد تحديدا في آخر الليل. وسبق أن أعلنت أمانة جدة أن جزءا من حي الرويس يصنف ضمن املناطق العفوية وأنه مــــدرج فــي قــائــمــة األحـــيـــاء املــزمــع تحسينها وإعــــادة تنظيمها مــن خــالل شــركــة حكومية أنـشـئـت لـهـذا الــغــرض. ويـقـع مــشــروع تطوير الحي على مساحة 1.166.525 مترا مربعا، وبــلــغ إجــمــالــي عـــدد الــعــقــارات 2368 حسب املخطط املعدل وعدد القطع 101 وقدرت قيمة العقارات بـ7.2 مليار ريال.

طفالن يلعبان فوق أحد المنازل المهجورة من السكان. (تصوير: مديني عسيري)