املخططون في مأمن.. واملوهومون ينتحرون!
بــاإلســالم واملـسـلـمـني مــن دون كـافـة املجتمعات الـبـشـريـة، فكل جريمة خلفها مسلم من وجهة نظر قاصرة حتى أضحى اإلسالم خطرا على الكرة األرضـيـة وقاطنيها، فيما نقف عاجزين عن إيصال حقيقة اإلسـالم بهيئته املستقيمة لشعوب العالم وجلهم ال يعرفون سوى ما تبثه وسائل اإلعالم املختلفة. صحيح أن منفذي الكثير من الجرائم الالإنسانية في كثير من دول العالم، بما فـي ذلــك بــالد اإلســالم التي نالت نصيب األسد من التفجيرات باستثناء طهران، مسلمون بالهوية، لـكـن هـــؤالء مــارقــون خــارجــون مــنــبــوذون، معلومة مقاصدهم ومعروفة جهات دعمهم، جلهم يقادون بالريموت كونترول من قبل أعداء اإلسالم ومحترفي تـأسـيـس املـلـيـشـيـات، أمـــا أغــراضــهــم فـقـد بــاتــت هي األخرى معلومة ال تتجاوز إلصاق التهمة باإلسالم بشكله الصحيح، ومن ثم تقويضه على اعتبار هذا النهج مدعاة للهدم والدمار رغم وضوح معالم اإلسالم الصحيح القائم على السالم واملساواة ووضوح النصوص الربانية في كافة مناحي الحياة، بما في ذلك التشديد على حرمة الدماء واألنفس. املتابع الفطن ملا يجري يدرك دون شك خطورة الحملة، بل يستشف أهدافها، فاملجرمون ال ينتمون لإلسالم بصلة يمكن ذكرها؛ ولهذا ال يستقيم القول بأن مجرم نيس الفرنسية فعل فعلته الشنيعة ممثال لتعاليم اإلسالم ومحققا لرغبات املسلمني، وال يمكن أن يفعل ذلك منتحر الحرم النبوي بجوار قبر رســول الـسـالم صـلـوات الـلـه وسـالمـه عليه، وال نستوعب أن مـن قتل والديه كليهما أو أحدهما أقدم على هذا الفعل لخدمة اإلسالم، أو ألن اإلسالم نفسه صـرح أو ملح لفعل شنيع كهذا، واألهــم أن املجرم سائق الشاحنة ال يصلي وال يصوم وال يبدو عليه أي مظهر من مظاهر الدين وفقا للتأكيدات التي وردت من مصادر موثوقة، فعالقته بـاإلسـالم عالقة ورقية باهتة، وفعلته تلك يفعلها أي منتم ألي ديــانــة، فقد حـدثـت فـي الـجـو والـبـر والـبـحـر وفي مختلف دول العالم من قبل أشخاص تجردوا من اإلنسانية رغم انتماءاتهم الدينية املختلفة، ولو أن يهوديا أو مسيحيا ارتكب فعال إجراميا في إحدى بقاع األرض، فلن نسمح ألنفسنا باإلمعان في اتهام ديانته وإسقاط الحق في التعرف على الـدوافـع الحقيقية للفعل املمقوت بــاإلجــمــاع انــطــالقــا مــن تـعـالـيـم اإلســــالم، حـيـث قال تـعـالـى «وال تـــزر وازرة وزر أخـــــرى»، ثــم هــل تكفي الــهــويــة الــورقــيــة لــتــوزيــع االتــهــامــات والتحذيرات ونثر املخاوف، خاصة أن أهم أهداف اإلرهاب يتمثل بالتأثير على اإلسـالم واملسلمني تحديدا بالصورة املشهودة مع شديد األسف، فهل نأخذ فئة ولو كانت صغيرة بجريرة مجرم بالفطرة مهما كانت الدوافع، خاصة إذا ما تبني أن ذلك املجرم يضرب بتعاليم الدين عرض الحائط، ولم يتغذ فكريا على مناهج دينية معينة، بل إن معظم الفاعلني تربوا في أحضان املندفعني التـهـام اإلســـالم، فـالـسـواد األعـظـم مـن أفـــراد العصابات اإلرهابية خليط من مجتمعات متعددة أراد املخطط أن يستظلوا بمظلة اإلسالم ال رابط بينهم سوى التوق لسفك الدماء بغض النظر عن هويات الضحايا. مـرة أخــرى نؤكد أن التشدد الديني املـرفـوض لم يكن إال وسيلة من وسائل تشويه الدين ومن خالله تم استغالل البسطاء السذج الجاهزين لالنتحار، وبـقـي املـخـطـطـون فــي مـأمـن يتحينون الــفــرص لـالنـقـضـاض عـلـى كــل منتم لإلسالم الصحيح الواضح الحق، ولو كان في مثل هذا الفعل تقرب إلى الله ملا تخلف املخطط والداعم واملصفق عن االستئثار باألجر واملثوبة.