Okaz

افتقدنا ماجد عبدالله !

- علي مكي Alimakki20­9@hotmail.com ali_makki2@

االسـتـفـت­ـاءات الرياضية فـي منطقتنا العربية مضحكة، وأكثرها إضحاكا االستفتاء الرياضي الدائم واملستمر لقياس أفضلية رجل كرة القدم السعودية والخليجية والعربية واآلسيوية األول وسيدها املتوج بأمر الكرة قبل أمر املدربني والفنيني واملحللني واإلعالمين­ي والكتاب والجماهير العاشقة «ماجد أحمد عبدالله»، وهو استفتاء مـضـحـك فــي مــوضــوعـ­ـه ونتيجته ألنـــه مــن قـبـيـل تفسير املـــاء بعد الجهد باملاء! ال يحتاج ماجد إلــى استفتاء مـن أي نــوع. إنــه األســطــو­رة والالعب الخارق املعجز شـاء من شـاء وأبــى من أبــى. ليس هـذا فرضا لحالة عاطفية أو إقـصـاء لـلـرأي اآلخــر. كما أنـه ليس مجرد إعـجـاب عابر بمدرج أصفر أو أخضر، بل هو العقل والعاطفة معا. الذين يحبون بعاطفتهم يشهدون بهذا. والذين يسمون أنفسهم العقالنيني أيضا ال يمكن أن يـقـولـوا إن مـاجـد شـأنـه شــأن اآلخــريــ­ن مــن نـجـوم الكرة السعوديني والخليجيني والـعـرب واآلسيويني على مر تاريخ كرة القدم في أكبر قارات العالم. ماجد عبدالله حالة خاصة وفريدة واستثنائية لم تتكرر حتى اآلن، ال قبل مرحلتها وال أثناء ها وال بعدها، فإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور غير املتواضعة عن ظاهرة كروية غير متواضعة هي أيضا، لم تنجب مالعب أكبر قارات العالم على امتداد تاريخها، العــب كــرة يـضـاهـيـه أو يشبهه أو حـتـى يـقـتـرب مـنـه مـوهـبـة وفنا وإعجازا. عندما أقــرأ لزمالء هنا وهناك وهـم يغتصبون لقب: (األسطورة)، ثـم يخلعونه على هــذا الـالعـب أو ذاك مـن العبيهم املفضلني، وإن كانوا نجوما ولهم بصماتهم، إال أنهم يضحكونني كثيرا إذ يبدو هؤالء الالعبون في منظر يثير السخرية؛ فالثوب أوسع بكثير من أجسامهم الضئيلة وأطول جدا من قاماتهم القصيرة. كم أشفق على اللقب وامللقب معا! ذلك أن (األسـطـورة) لقب له مواصفات وشروط ومعايير؛ فليس كل ما يلمع ذهبا، فالفنان (أي فنان) سواء في كرة القدم أو في غيرها من الفنون كافة ال يتحول إلى أسطورة، إال في وضــع واحــد فقط وحــالــة وحــيــدة ال غـيـر، وهــي عندما يـأتـي بفعل خارق في مجاله وتخصصه وحرفته لم يفعله غيره ولم يصل إليه سواه طوال مسيرته.. وهكذا كان الفنان ماجد هو الالعب الوحيد في قارة آسيا بأكملها الذي أمطر شباك املنافسني بأهداف من كل شكل وصفة، بل إنـه أصــاب أهـدافـا لم يسجلها العـب ســواه في طريقتها وأسلوبها، وصعوبتها وسهولتها وصعوبتها فـي آن، وتنوعها بني الرأس والقدم مهارة و(حرفنة) وخبرة وارتقاء عاليا عاليا أعلى وأعلى ضعف الضعف من كل املحيطني به واملوكلني بإيقافه. ولم تكن أهدافه الخرافية، أو ما وصفت بذلك بيضة ديك (أي مرة واحدة حظا وصدفة ورمية عشوائية)، بل تكرر ذلك كثيرا وفي منافسات رسمية قوية حاسمة ومصيرية على كافة الصعد املحلية واإلقليمية والقارية والدولية. ولو كان لكرة القدم أن تتكلم عن هذا الغزال األسمر، الطويل كنخيل األحساء والعالي كجبال مكة، لقالت الكرة شهادتها دون نفاق أو مواربة، وألقسمت أنها تنحاز لرجل يقال له: ماجد بن أحمد عبدالله، ألنه عندما يضعها بني قدميه ويسير بها بهدوء وحنان العاشق تــكــون فــي أوج اخـتـيـالـ­هـا وفـتـنـتـه­ـا، يــضــيء لـهـا كــل الـــــدرو­ب نحو بلوغ الهدف ويمنحها العزة والكرامة والقوة وهي تخترق برشاقة دفاعات الخصوم غير مكترث بصالبتهم وتمرسهم ويقظتهم؛ ألنه يثق بمهارة قدميه واتقاد عقله وحبه إمتاع الناس فيسكن الكرة عزيزة وقريرة في بيت الفرح. كــــرة الـــقـــد­م مــثــل الــكــتــ­ابــة «تــخــلــص ملـــن يــخــلــص لــهــا وتــتــخــ­لــى عن االنتهازين­ي»، لـذا فشهادتها صادقة ال تكذب فال مصلحة لها

سوى املتعة الحالل - وأجمل متعتها كانت مع ماجد!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia