من قطف «األدباء» .. من زرع «املؤمتر»؟
يحلم املثقف، أيًا كان تخصصه وحيثما كان موقعه، أن يلتقي بغيره من ذوي التخصص واالهتمام. ويؤمل أن تبني النخبة املثقفة لها كيانا مؤثرا. كيف ال وكل التيارات تلتقي وتنظم نفسها وتضع أجندتها وتنجح في تطبيقها. وربما لو كان للحداثة فــي اململكة تنظيما جـيـدا ملــا نجحت الـصـحـوة في اكتساح الوطن بطرحها املتشنج. وتاريخيا لم يكن لألدباء السعوديني مؤتمر حتى عام -1974 ،1394 إذ رأت النخبة املثقفة أن تلتقي في رحاب مكة املكرمة وفـــي حــدائــق الـــزاهـــر. عــبــر تـنـظـيـم جــامــعــة املــلــك عبدالعزيز ملؤتمر األدباء السعوديني األول. وافتتحه وزير املعارف حسن آل الشيخ، حضره مائة وأربعون أديبا وحشود من املهتمني، وألـــقـــى عــبــدالــلــه بـــن خــمــيــس كــلــمــة األدبــــــــاء، وشــــــارك األمير عبدالله الفيصل وأحمد الغزاوي بقصائد. وشهدت أكثر من أربعني جلسة، ومعرضا لكتب الـرواد، واختتم بعرض الفيلم السينمائي «الـطـريـق إلــى دار الـهـجـرة» تــاله عــرض مسرحي (حــصــاد الــســنــني). وفــي عــام 1419 جــاء املـؤتـمـر الـثـانـي في مـكـة أيـضـا وتـبـنـى تـكـريـم عــدد مــن األدبــــاء واألديـــبـــات منهم أبوعبدالرحمن الظاهري، حسن القرشي، عبدالفتاح أبو مدين، عبدالله عبدالجبار، عبدالله الجفري، عبدالله بلخير، غازي القصيبي، محمود عارف، ثريا قابل، سهيلة زين العابدين. وفي عام 1430 انعقد مؤتمر األدباء السعوديني الثالث معنيا بـــاألدب الــســعــودي، قضايا وتــيــارات. والــعــام املــاضــي عندما اخـتـيـرت املـديـنـة املــنــورة عـاصـمـة للثقافة اإلســالمــيــة انعقد املؤتمر الـرابـع لــألدبـاء السعوديني وتـنـاول األدب السعودي والــتــقــنــيــة، والــفــنــون، وإنـــتـــاج الــنــص اإلبـــداعـــي عــبــر وسائل التواصل، وتمثيالت اآلخر في الشعر السعودي. ويــثــمــن الــكــاتــب املــســرحــي مـحـمـد الــغــامــدي بـصـفـتـه مواكبا وحاضرا للمؤتمرات التفاتتها لتكريم الــرواد. مشيرًا إلى أن املؤتمرات وإن تفاوتت بينها األزمنة إال أنها راعت التحوالت وتبنت قضايا حقبة انعقادها. الفتًا إلى أن املؤتمر األول جمع (الرواد) من األدباء، واملؤتمر الرابع فتح املجال لحضور جيل األدبــاء الشباب. مؤكدا أن من توصيات املؤتمر الرابع إنشاء الهيئة العامة للثقافة التي صدر أمر خادم الحرمني الشريفني باعتمادها قبل أشهر.