األسعار واخلدمة

تشير توقعات قطاع االتـصـاالت وتقنية املعلومات في اململكة إلى أن اإلنفاق في هذا القطاع سيبلغ مـداه هذا العام متخطيا حـاجـز الـــ 150 مليار ريـــال، وهــو رقــم كبير يشير إلــى قــوة هذا السوق ونسبة النمو الصاعدة بقوة الـصـاروخ والتي تتخطى %5 سنويا. ورغم قوة السوق السعودي وحجمه الكبير والطلب املتزايد على خدمات الهاتف الثابت والجوال إال أن الخدمات في اململكة - بعد كل هذه الفترة املزدهرة سوقيا - ال ترتقي حقيقة للخدمات املقدمة في بلدان أخرى وال تصل إلى مستوى أسعارها التنافسية. أول مــا بــــدأت هـيـئـة االتـــصـــاالت وتـقـنـيـة املــعــلــومــات كــانــت من أفضل الهيئات من حيث املبادرات وااللتزام باملعايير السوقية والخدمية وأصول التنافسية املتعارف عليها، إال أن الهيئة خبا نجمها ولم تعد كما هي في بداية تكوينها. هناك بلدان ال تصل إلى نصف حجم اململكة السوقي، لكن رغم ذلك تجد فيها ضعف الشركات التي تعمل في اململكة. ال يهمنا العدد وإنما الخدمة لكن متطلبات التنافسية قد تتطلب ذلك إذا علمنا بأن الدراسات تظهر أن أسعار الجوال في اململكة تـبـلـغ 25 هـلـلـة بينما مـتـوسـط األســعــار عـاملـيـا ثـمـانـي هلالت فقط خـالف أن شركات االتـصـاالت في خـارج اململكة قد وصلت إلــى تــقـدم تقني كبير تـصـل إلــى الـحـوسـبـة الـسـحـابـيـة وتقنية االتصاالت املتنقلة ومنصات التواصل االجتماعي. وضـــع شــركــات االتـــصـــاالت الــثــالث مــؤســف وال يـطـمـئـن، وكلها تعاني أو عانت من جملة من املشاكل املالية واإلداريـة املتواترة الــتــي عصفت بـهـا وأطــاحــت بــإداراتــهــا وزاد الــطــن بـلـة ضعف الـشـفـافـيـة وزيـــــادة مـنـسـوب الـقـيـل والــقــال وهـــو مــا جـعـل قطاع االتــــصــــاالت يــعــانــي مـــن اخـــتـــالالت وتــشــوهــات إداريــــــة ومالية انعكست على الخدمة واألسعار التي يدفع ثمنها املشترك. الشفافية في هذا السوق لم يعد مكفوال من الهيئة بما يكفي وما ينبغي، رغم أن ذلك رأس مال هام في هذا القطاع وأساس الدور املناط بهيئة االتصاالت وتقنية املعلومات.