Okaz

الطالبات وأزمة الثقة!

- عزيزة المانع azman3075@gmail.com

املرأة في نظر كثير منا عرضة لالنحراف األخالقي، لذا هي تحتاج إلى رقابة مشددة وقيود تحد من حركتها، فهي لو تركت لنفسها النطلقت لـتـغـرق فــي حـيـاة الـعـبـث واملــجــو­ن ووقــعــت فــي الرذيلة والفساد! لم هذه النظرة املهينة للمرأة؟! لم تعد املرأة غير جديرة بالثقة في عيون كثير من الناس؟! قد يقول أحدكم إني أبالغ في ما ذكرت، وليتني حقا أكون كذلك، إال أنه مع األسف، واقع املرأة الذي تعيشه في مجتمعنا يؤكد صدق ما أقــول. أمـا من يراني أبالغ فإني أطلب منه أن يفسر لي معنى أن تضع الجامعات في اململكة قيودا على خـروج الطالبات بعد انتهاء محاضراتهن؟! فحسب مــا نـشـر فــي بـعـض الـصـحـف املـحـلـيـ­ة، ال يمكن أن تخرج الطالبة من الجامعة قبل الساعة 12 ظهرا إال في الحاالت الطارئة، كـمـا أن عليها أن تحصل عـلـى بـطـاقـة تـصـريـح بــالــخــ­روج، وهي بطاقة ال تعطى إال بعد إحضار خطاب من ولي أمرها (مختوما مـن جهة عمله) يسمح لها بـالـخـروج، وصــورة مـن إقـامـة السائق (بعد مطابقتها مع األصــل)، ومعلومات كاملة عن السيارة التي تحملها إلى البيت! ملـــاذا كــل هــذه التعقيدات واملـطـالـ­ب املـزعـجـة لتمكن الطالبة من الـخـروج إن لـم يكن السبب عــدم الثقة فيها؟! أليست هــذه القيود تنطق بأن الطالبة موضع شك في خلقها وأنها ليست جديرة بأن تصون نفسها، لذلك هي في حاجة إلى التقييد؟! وبصرف النظر عن املشقة التي تسببها تلك االشتراطات للطالبة فــيــمــا لـــو طــــرأ مـــا ال يــتــوافـ­ـق مـــع املــعــلـ­ـومــات املـــدونـ­ــة فـــي بطاقة التصريح، كتعرض السيارة لحادث أو خــراب يقتضي استخدام غيرها، أو تعرض السائق ملرض أو تغيبه في إجازة طارئة وحاجة الطالبة إلى الرجوع مع سائق آخر أو مع زميلة، أو غير ذلك من الظروف الطارئة، بصرف النظر عن هـذا، فـإن وضـع القيود على طالبات الجامعة فيه إهانة للمرأة، فهو يؤكد نظرة الشك فيها وأنها غير مؤتمنة على نفسها، وأن استقامة أخالقها وعفافها أمر مرهون بالقيود التي تطوقها. وما يزيد األمر سوءًا أن هذه النظرة املهينة للطالبات ال يجد مثلها الطالب؛ فالطالب ال تضع عليهم الجامعات أية قيود تنظم خروجهم، وهو ما يبرهن على قصور الثقة في الطالبات دون الطالب. حن تقوم مؤسساتنا التربوية بمثل ذلك التصرف فإنها تنافي أحد أهم القواعد التربوية املعينة على تحسن سلوك الفرد، وهي إبداء حسن الظن فيه ومنحه الثقة، ليكون إقباله على العمل الطيب بدافع ذاتي ينبع من داخله وليس بفعل القيد.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia