ارتباك أمريكي.. األكراد يتراجعون .. وتركيا تقصف
ارتــبــكــت مـــواقـــف واشــنــطــن حــيــال الــتــدخــل الــتــركــي فـــي الشمال السوري، فبعد أن أعطت ضوء ا أخضر لذلك التدخل، عادت لتنتقد أنقرة ضمنيا، معتبرة االشتباكات بني القوات التركية ومقاتلي وحدات الحماية الكردية جنوب مدينة جرابلس -في املناطق التي ال وجــود لعناصر داعــش بها- غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد لها. ودعا وزير الدفاع األمريكي آشتون كارتر تركيا إلى التركيز على قتال تنظيم داعش وعدم استهداف العناصر الكردية للمعارضة السورية. وقال في إفـادة لوسائل اإلعـام أمس (اإلثنني): «دعونا تركيا إلبقاء التركيز على قتال داعش وأال تشتبك مع قوات سورية الديموقراطية». وأوضــــح أن رئــيــس هـيـئـة األركـــــان األمــريــكــيــة املـشـتـركـة الجنرال جوزيف دنـفـورد تحدث إلـى نظيره التركي في هـذا الشأن أمس األول (األحــد). وأكــدت وزارة الـدفـاع األمريكية في بيان أصدرته أمس (اإلثنني) أن «ال ضلوع للواليات املتحدة في تلك االشتباكات وال تدعمها ولــم يتم التنسيق مـع الـقـوات األمريكية فـي شأنها، (ودعت األطراف املعنية) إلى وقف كافة األعمال املسلحة في هذه املنطقة )...( وفتح قنوات تواصل في ما بينها». فيما قال مسؤول عسكري أمريكي -طلب عدم الكشف عن هويته- في تصريح لوكالة األنــبــاء الـفـرنـسـيـة إن جـمـيـع الــقــوات الــكــرديــة فــي شــمــال سورية انسحبت «بالكامل» إلى شرق الفرات. إال أنه أقر أن بعض األكـراد ربما ال يزالون غرب النهر، الفتا إلى أنهم ليسوا جزء ا من وحدات حماية الشعب الكردية. في غضون ذلك، يلتقي الرئيس األمريكي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغــان على هامش قمة مجموعة العشرين فــي هــانــغــزو بــالــصــني األحــــد الـــقـــادم لـبـحـث الــوضــع فــي سورية والحملة ضد تنظيم داعـش، حسب ما أعلنه بن رودس مستشار الرئيس األمريكي في مؤتمر صحفي أمس. وفي سياق متصل، أفاد بيان لوحدات حماية الشعب أن مقاتلني مدعومني من قوات سورية الديموقراطية في جرابلس يتراجعون جنوبا إلبطال حجة تركيا لشن هجمات جوية على قرى ومدنيني جنوبي البلدة. في غضون ذلـك، انتزعت فصائل من الجيش الحر قرى في ريف حماة من سيطرة قوات النظام. وقال ناشطون سوريون إن مقاتلي من الجيش الحر سيطروا على مدينة حلفايا في ريف حماة، في إطـار التقدم الـذي تحرزه الفصائل على عدة جبهات، خصوصا في حلب. من جهة ثانية، يحاول النظام السوري فرض واقع جديد في ريف حمص من خال القصف الوحشي املكثف على حي الوعر. وقال ناشطون سوريون إن النظام أغرق املنطقة بالبراميل املتفجرة واستخدم الغازات السامة وقنابل النابالم املحرمة دوليا.