Okaz

جتارة الدين.. دغدغ واشفط!

- هيلة المشوح @hailahabdu­lah20

ال يــخــتــل­ــف اثـــنـــا­ن عــلــى انـــتـــش­ـــار تجار الدين في مشارق األرض ومغاربها وفي أي ديــانــة، تـــزداد حـسـب انـتـشـار الجهل وتـنـقـص كلما زاد الــوعــي ولـكـن يهمنا أن نتحدث عنها في هذه البقعة املباركة وهي أرضنا ووطننا العزيز الذي خصه الــلــه بـالـقـدسـ­يـة ونـــــزول كــتــابــ­ه وهبوط الوحي. نعم؛ تـجـارة الـديـن تـجـارة سـائـدة لدينا وبـأشـكـال مـتـعـددة وهــي تــجــارة تعتمد عـــلـــى إشــــعـــ­ـال الـــعـــا­طـــفـــة الـــديـــ­نـــيـــة لدى الزبون.. فقط! ما أسهلها من تجارة وما أكثر أرباحها «املادية» فتخيل مثال أنك في هذا الوقت تـــحـــدي­ـــدًا تــــســــ­وق لـــأضـــا­حـــي وإشباع مـاليــني الـجـوعـى مــن املسلمني فــي بالد الله «الـواسـعـة» ولست ملزمًا بذكر اسم هــــذه الــــبـــ­ـالد، كـــم ســتــجــم­ــع مـــن املاليني مقابل أعـداد مجتمع يلهث خلف أعمال الــخــيــ­ر حـــني دغـــدغـــ­ت عــاطــفــ­تــه بجملة «سارع للخير» أو «يا باغي الخير أقبل» وإن تكلفت كـثـيـرًا قـمـت بـعـرض صورة طفل أفريقي هزيل وصورة أخرى لقطعة لحم تمد له، أما مصداقية هذا العمل من عدمها فأنت وذمتك.. والـذمـة شـيء ال يعلمه إال الله الــذي قال سبحانه «وتحبون املال حبًا جما» فاإلنسان جبل على حب املال وجمعه ! حسنًا؛ إليكم أحــد أشـكـال تـجـارة الدين وهــــي الــبــصــ­قــة؛ نــعــم الــبــصــ­قــة -أعزكم الـلـه- فكم إنـسـان شفي أو تـوهـم الشفاء مـــن بـصـقـة دجــــال دفـــع مـقـابـلـه­ـا «شيء وشــويــات» ليحظى بـهـا صـافـيـة شافية معافية! أما تجارة الجن فحدث وال حرج وهو في ظني أثمن تجارة وأغالها على اإلطالق وربــمــا يــنــافــ­س دخــلــهــ­ا مــا تـجـنـيـه كيم كرديشيان مقابل عــرض بعض أعضاء جسدها في مجلة البالي بـوي، فإخراج الجني عملية صعبة جــدًا حــني تقارنه بعملية والدة تكلف 10 آالف ريال مثال فالجنني مصيره الخروج ولكن الجني قــد يستعصي خــروجــه ويـبـقـى سنوات يعيث في جسد البني آدم عبثًا وعنادًا.. وشتان! يـحـضـرنـي هـنـا حــديــث أشــهــر شـيـخ في إخــراج الجن وأكثر من تعامل مع عتاة «الجنانوة» حني صرح ذات مساء وهو مـسـتـرخ ومـــروق بــأن ذلــك مـجـرد خرافة والجن ال يتلبس اإلنــس وكـل ذلـك عائد الضــطــرا­بــات نـفـسـيـة، وطــــوى الصفحة ونام آمنًا مطمئنًا ثريًا.. ويا عيني! لفتتني صـورة متداولة «لتويجر» دين فـي بلد عـربـي يـعـرض خـدمـاتـه النادرة وهـــي الــجــلــ­وس مــع املـحـتـضـ­ر وتلقينه الـشـهـادة وبـعـض األدعــيــ­ة ليموت موتة مــعــتــب­ــرة وبـــفـــل­ـــوس ومــــوتــ­ــة عــــن موتة تفرق! وهـــــذا نــــزر بــســيــط مـــن أشـــكـــا­ل التجارة بدين الله وحصرها مستحيل فكل يوم يــخــرج لــنــا نـــوع جــديــد وبـــزنـــ­س جديد ومـفـاجـأة صـادمـة تجعلنا نترحم على تـجـارة الكاسيت واملـطـويـ­ات الصحوية الـــتـــي يـــحـــاو­ل الــبــعــ­ض اجـــتـــر­ارهـــا -أي الصحوة- ببعض األنشطة كاملخيمات في بالد الخضرة واألنهار مع مراهقني قــابــلــ­ني لــلــتــد­جــني ومــســتــ­عــديــن للدفع السخي والحسابة بتحسب. سؤالي.. متى يعي مجتمعنا أن هناك مـن اتخذ شعارًا بالحياة كي يعيش حياة مرفهة أال وهــــــو «دغــــــــ­ـدغ واشـــــفـ­ــــط» ولــــنـــ­ـا في الصحوة وتجارها من ساكني القصور وســــيـــ­ـاح الــبــحــ­يــرات واألنــــه­ــــار الباردة واليخوت خير مثال! االنــعــت­ــاق مــن الــخــراف­ــة يـسـتـلـزم الوعي، والوعي مقرون بانكشاف الحقائق وها قـد انكشفت، فـلـم ال تــزال ســوق الدجل رائجة يا ترى؟!!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia