جتارة الدين.. دغدغ واشفط!
ال يــخــتــلــف اثـــنـــان عــلــى انـــتـــشـــار تجار الدين في مشارق األرض ومغاربها وفي أي ديــانــة، تـــزداد حـسـب انـتـشـار الجهل وتـنـقـص كلما زاد الــوعــي ولـكـن يهمنا أن نتحدث عنها في هذه البقعة املباركة وهي أرضنا ووطننا العزيز الذي خصه الــلــه بـالـقـدسـيـة ونـــــزول كــتــابــه وهبوط الوحي. نعم؛ تـجـارة الـديـن تـجـارة سـائـدة لدينا وبـأشـكـال مـتـعـددة وهــي تــجــارة تعتمد عـــلـــى إشــــعــــال الـــعـــاطـــفـــة الـــديـــنـــيـــة لدى الزبون.. فقط! ما أسهلها من تجارة وما أكثر أرباحها «املادية» فتخيل مثال أنك في هذا الوقت تـــحـــديـــدًا تــــســــوق لـــأضـــاحـــي وإشباع مـاليــني الـجـوعـى مــن املسلمني فــي بالد الله «الـواسـعـة» ولست ملزمًا بذكر اسم هــــذه الــــبــــالد، كـــم ســتــجــمــع مـــن املاليني مقابل أعـداد مجتمع يلهث خلف أعمال الــخــيــر حـــني دغـــدغـــت عــاطــفــتــه بجملة «سارع للخير» أو «يا باغي الخير أقبل» وإن تكلفت كـثـيـرًا قـمـت بـعـرض صورة طفل أفريقي هزيل وصورة أخرى لقطعة لحم تمد له، أما مصداقية هذا العمل من عدمها فأنت وذمتك.. والـذمـة شـيء ال يعلمه إال الله الــذي قال سبحانه «وتحبون املال حبًا جما» فاإلنسان جبل على حب املال وجمعه ! حسنًا؛ إليكم أحــد أشـكـال تـجـارة الدين وهــــي الــبــصــقــة؛ نــعــم الــبــصــقــة -أعزكم الـلـه- فكم إنـسـان شفي أو تـوهـم الشفاء مـــن بـصـقـة دجــــال دفـــع مـقـابـلـهـا «شيء وشــويــات» ليحظى بـهـا صـافـيـة شافية معافية! أما تجارة الجن فحدث وال حرج وهو في ظني أثمن تجارة وأغالها على اإلطالق وربــمــا يــنــافــس دخــلــهــا مــا تـجـنـيـه كيم كرديشيان مقابل عــرض بعض أعضاء جسدها في مجلة البالي بـوي، فإخراج الجني عملية صعبة جــدًا حــني تقارنه بعملية والدة تكلف 10 آالف ريال مثال فالجنني مصيره الخروج ولكن الجني قــد يستعصي خــروجــه ويـبـقـى سنوات يعيث في جسد البني آدم عبثًا وعنادًا.. وشتان! يـحـضـرنـي هـنـا حــديــث أشــهــر شـيـخ في إخــراج الجن وأكثر من تعامل مع عتاة «الجنانوة» حني صرح ذات مساء وهو مـسـتـرخ ومـــروق بــأن ذلــك مـجـرد خرافة والجن ال يتلبس اإلنــس وكـل ذلـك عائد الضــطــرابــات نـفـسـيـة، وطــــوى الصفحة ونام آمنًا مطمئنًا ثريًا.. ويا عيني! لفتتني صـورة متداولة «لتويجر» دين فـي بلد عـربـي يـعـرض خـدمـاتـه النادرة وهـــي الــجــلــوس مــع املـحـتـضـر وتلقينه الـشـهـادة وبـعـض األدعــيــة ليموت موتة مــعــتــبــرة وبـــفـــلـــوس ومــــوتــــة عــــن موتة تفرق! وهـــــذا نــــزر بــســيــط مـــن أشـــكـــال التجارة بدين الله وحصرها مستحيل فكل يوم يــخــرج لــنــا نـــوع جــديــد وبـــزنـــس جديد ومـفـاجـأة صـادمـة تجعلنا نترحم على تـجـارة الكاسيت واملـطـويـات الصحوية الـــتـــي يـــحـــاول الــبــعــض اجـــتـــرارهـــا -أي الصحوة- ببعض األنشطة كاملخيمات في بالد الخضرة واألنهار مع مراهقني قــابــلــني لــلــتــدجــني ومــســتــعــديــن للدفع السخي والحسابة بتحسب. سؤالي.. متى يعي مجتمعنا أن هناك مـن اتخذ شعارًا بالحياة كي يعيش حياة مرفهة أال وهــــــو «دغـــــــــدغ واشـــــفـــــط» ولــــنــــا في الصحوة وتجارها من ساكني القصور وســــيــــاح الــبــحــيــرات واألنــــهــــار الباردة واليخوت خير مثال! االنــعــتــاق مــن الــخــرافــة يـسـتـلـزم الوعي، والوعي مقرون بانكشاف الحقائق وها قـد انكشفت، فـلـم ال تــزال ســوق الدجل رائجة يا ترى؟!!