بني التقشف والتكشف!

يا رزاق يا كريم.. وزارة العمل مستعدة لتحسني وضع الشركات في برنامج (نطاقات) مقابل دفع مبالغ مالية. ووزارة التعليم تنوي تأجير مباني بعض املـــدارس على املـــدارس األهلية، أما وزارة الصحة فقد تـردد أنها تفكر في عالج مصابي الحوادث املرورية على حساب شركات التأمني أو على حساب املتسببني في الحوادث إذا لم يكن لديهم تأمني!. ما الذي يحدث؟!.. لقد تجاوزت الـوزارات دائرة التقشف وضبط اإلنفاق ودخلت في مرحلة البحث عن أرباح على حسابنا، وشيئا فشيئا لـن تفكر الــــوزارات فـي تحسني خدماتها بـل فـي تغطية مصاريفها التشغيلية، وليس ثمة داع باألثر الذي سوف يتركه هذا املنهج العجيب على حياة املواطن البسيط؛ ألن املسألة فيما يبدو تسير وفقا للمقولة املصرية الشهيرة: (اللي ما عندوش ما يلزموش)!. يــا ســـادة يــا كــــرام.. يــا وزارات يــا هــيــئــات.. ثـمـة فـــارق كبير بني التقشف والتكشف، وهذه الشراهة في تحصيل األموال من هنا وهناك سوف تهبط بالخدمات إلى القاع؛ ألن تفكير املسؤولني واملــوظــفــني حينها ســوف يـتـركـز عـلـى ابـتـكـار طــرق جــديــدة في تحصيل األموال ال ابتكار طرق لتحسني الخدمات، كما أن هذه الشراهة سوف تكون مفتاحا ألبواب جديدة للفساد، ناهيك عن أثرها القاسي على جيوب املواطنني، وإذا كانت الوزارات تعاني ضـمـورا مـا فـي ميزانياتها بسبب الـوضـع االقـتـصـادي الحالي فلتخفف من مصاريف مسؤوليها، وليعمل الوزير ووكالؤه في مكتب واحد (فالبرستيج ليس على حسابنا)!. على أية حال إن كنتم ماضني في خطة تقديم الخدمات ألعلى سعر فلتخبرونا بـذلـك يرحمكم الـلـه، كـي أعــرض هــذه الزاوية لإليجار اليومي فأسدد لعكاظ نصيبها من مكافأتي الشهرية واحتفظ بالباقي لتسديد احتياجات الــوزارات املوقرة والباقي أوفـره الحتياجات أوالدي ولكم منا خالص الشكر والتقديرإذا أبقيتم خـدمـة الـدفـن فـي املـقـابـر دون رســـوم، ونـسـأل الـلـه حسن الخاتمة لنا ولكم.