معاجلة امللفات الساخنة
كــمــا أن الــتــاريــخ هــو مـحـصـلـة ألحــــداث الزمان، والـجـغـرافـيــا هــي حصيلة مــســافــات املــكــان، فإن لهذين العاملني آصــرة قـويـة بـامـتـداد الوشائج بني الدول. من هنا، لم تكن زيــارة ولـي العهد األمير محمد بن نايف إلـى تركيا اليوم إال تأكيدا على حجم ما يربط البلدين من عالئق متجذرة في املاضي ومستشرفة آلفاق املستقبل. ففي منطقة تغلي وتنزف، لم يعد لترف التنظير أن يطغى على حتمية توثيق العالقات وتمتني الروابط، بني البلدان املحبة للسالم والساعية إلى إبـقـاء دول املنطقة على تماسكها وعــدم انفراط عقدها في حومة االضـطـراب والفوضى املعملة أدواتها التخريبية في نسيج الشرق األوسط. لتكون هــذه الــزيــارة األولــى التي يقوم بها ولي الــعــهــد إلـــى تــركــيــا بــعــد تـعـيـيـنـه بــهــذا املنصب، فــاتــحــة آفــــاق رحــبــة لــعــالقــات إسـتـراتـيـجـيـة بني البلدين، اللذين يمثالن ثقال إسالميا وإقليميا، بما يخدم ويحقق مصلحة دول املنطقة. لذلك فامللفات الساخنة تفرض حضورها القوي فــي لــقــاءات الـــزيـــارة، خـصـوصـا تــطــورات األزمة السورية، والعمل الجدي للتصدي بشكل حاسم لــإرهــاب، ومـجـابـهـة الــتــدخــالت الـخـارجـيـة ذات الــطــابــع املــذهــبــي أو الـتـفـتـيـتـي فــي شــــؤون دول املنطقة. كما مللفات االقتصاد والعالقات الثنائية نصيب مــهــم فــي هـــذه الـــزيـــارة، فــي ظــل وجــــود البلدين ضــمــن دول الــعــشــريــن، ووجـــــود 160 مشروعا مشتركا بني الرياض وأنقرة، منها 41 مشروعا صناعيا، ووجــود 700 شركة سعودية تستثمر في تركيا. كل ذلك يضفي على زيارة ولي العهد إلى تركيا أهمية خاصة تليق بأهمية البلدين.