في بيشة.. اجلفاف يعصف باملزارع والنخل ميوت واقفا
تعبر بسيارتك فوق تضاريس قرى بيشة ومن بعيد تـلـوح فــي األفـــق مـامـح املــــزارع مـثـل (هـشـيـم تذروه الــريــاح) مــن شــدة الـعـطـش، فاملحاصيل تمشي بني سيقانها الريح، بينما النخيل يموت واقفا. وفي جولة لـ«عكاظ» على القرى املتناثرة حول سد امللك فهد، تتوقف في مجالس بعض األهالي والذين أكدوا أن املزارع أصابها الجفاف، الفتني إلى ضرورة إطاق مياه السد لرفع مستوى املياه الوفيرة وتغذية اآلبار لري مزارعهم التي طالها الجفاف. وأضافوا أن مزارعهم تقع في نطاق السد لكن الكتل الخرسانية فوق األرض وتحتها تمنع وصول املياه للمزارع منذ سنوات طويلة. وأبــان جيران السد العماق أنهم ال يستفيدون من مياهه بسبب عدم قيام الجهات املسؤولة بتصريف كــمــيــات مـنـهـا لــتــغــذيــة آبــــار املــــــزارع املــنــتــشــرة على ضفاف الوادي من الحيفة والشط شماال حتى سحام جنوبا. وأكد نائب قبيلة آل عيسى عبدالله بن علي بن براك الحارثي أن حاجة مزارع قرى سد امللك فهد تتطلب استفادتها مـن الكمية املخزنة التي تـجـاوزت %80 من الكمية اإلجمالية الستيعاب السد، بعد ارتفاع منسوب املياه في بحيرة السد إلى 53 مترا. وأضاف: جميع مزارع محافظة بيشة حتى البعيدة عن السد استفادت من السيول التي تدفقت مع أوديــة بيشة، لكن القرى املجاورة والقريبة من السد والتي تعتمد على سيول وادي بيشة املقام عليه السد حرمت من الــســيــول إلغـــاق بــوابــات الــســد مـنـذ ســنــوات، فطال الجفاف مـزارع املواطنني في تلك القرى التي تشكل نسبة كبيرة من مصادر التمور في بيشة. وطـــالـــب الــحــارثــي املــســؤولــني بـفـتـح بـــوابـــات السد لتصريف كمية مــن املــيــاه املـخـزنـة لتغذية الوادي ورفــــع مــنــســوب املــيــاه فــي آبــــار املـــــزارع الــتــي تشكو الجفاف حتى قرية الحيفة شماال. من جانبه، يرى شيخ بني منبه عبدالله بن عمير بن مشاري أن مزارع قرى سحام وعرمان وواعر والشط والحيفة بحاجة إلــى مـيـاه الـــري، مطالبا الجهات الرسمية بفتح بـوابـات السد وتصريف كميات من املياه املخزنة في بحيرة السد، لتغذية اآلبــار التي تعتمد عليها مــزارع النخيل. وقــال ابـن مـشـاري: إن عدم فتح بوابات السد يضر بمزارع تمور الصفري وغــيــره مــن األنــــواع، وقــد طالبنا الـجـهـات الرسمية املختصة بإنقاذ مزارعنا من الجفاف الذي ضربها منذ سنوات، لكن لم تتحقق مطالبنا. بينما أكد سعد عبيد الدعرمي من سكان قرية الحيفة أن على وزارة البيئة واملياه والزراعة مسؤولية كبيرة ملساعدة املزارعني والحفاظ على ما تبقى من مزارع النخيل فــي قــرى ســد املـلـك فهد مــن الـجـفـاف، وذلك بتصريف مياه السد حتى تصل إلى قرية الحيفة.