العمل في جحيم قطاع الـ«53 ألف مخالفة»
حـــن تــعــلــن وزارة الــعــمــل والــتــنــمــيــة االجــتــمــاعــيــة أن فرقها الــتــفــتــيــشــيــة رصـــــدت خــــال الـــعـــام املـــاضـــي فــقــط 35 ألـــفـــا من املخالفات فــإن مـن حقنا أن نظن أن هــذه الـــوزارة تـم إنشاؤها خــال الـعـام املـاضـي فـقـط، وأن ليس لها تـاريـخ يمتد إلــى 70 عاما مذ تم تفويض وزارة املالية باإلشراف على شؤون العمل والعمال بعد صدور نظام العمل والعمال سنة 7٦3١، ذلك أنه ليس من املتوقع أن يظل سوق العمل في القطاع الخاص يعاني من هذا القدر الهائل من املخالفات بعد سبعن عاما من صدور النظام الذي من املفترض أن يضبط أداء ه ويحقق للعاملن فيه العدالة ويوفر لهم البيئة الصالحة للعمل. إن اكتشاف 35 ألـف مخالفة خـال عـام واحـد فقط ال يعني إال واحـــدا مــن أمــريــن: ضـعـف فــي قـيـام الــــوزارة بــدورهــا املتوجب عليها أو خلل في األنظمة التي تردع عن االستمرار في ارتكاب هــذه األخــطــاء، وإذا مـا عرفنا أن هــذه الخمسة والـثـاثـن ألف مخالفة هي مجمل املخالفات التي تم اكتشافها ونعرف أنها ليست كــل املـخـالـفـات الـتـي حـدثـت فمن الطبيعي أن يـكـون ما يحدث أكثر، ربما بكثير، مما يكتشف. فــإذا كـان األمــر كذلك فـإن علينا أن نتفهم معنى توجس كثير من شبابنا من العمل في القطاع الخاص وتطلعهم للعمل في القطاع الحكومي، رغم أنه هو كذلك ال يسلم من املخالفات، كما أن علينا أن نتفهم معنى القلق والتوتر الذي يعاني منه أولئك الذين لم يجدوا مجاال للعمل إال في هذا القطاع الخاص الذي تعترف وزارة العمل نفسها باكتشاف 35 ألف مخالفة فيه خال عام واحد فقط.