Okaz

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

-

لنفترض جدال صحة مقولة وزير الخدمة املدنية بتحديد ساعة واحدة في اليوم كمعدل إلنتاجية املوظف الحكومي، برغم أنها دراسة قديمة أعدها أحد أساتذة معهد اإلدارة بالرياض قبل 15 عاما، سرعان ما تبرأ منها املعهد وطلب عدم االستناد عليها، وبعث بذلك للوزارات املختصة ومنها وزارة الخدمة املدنية، بينما يقول معاليه إنها دراسة حديثة ويخفي علم وزارتـه بعدم جديتها. لن أناقش الدراسة، يكفي أن صداها وصل أطراف العالم وصرنا محل تندر بني شعوبه لكسلنا، سأفترض صحتها ألسأل ماذا فعلت الوزارة حيالها طوال تلك السنني؟. أتغاضى أيضا عن تجني الدراسة، قديمة أم حديثة، على كثير من موظفي الـحـكـومـ­ة كـالـجـنـو­د واملـعـلـم­ـني واألطــبــ­اء وكـثـيـر مــن الـقـطـاعـ­ات األخرى، وحسب شكسبير ال يلجأ للتعميم إال «غير الـعـاقـل»، فما بالكم بدراسة علمية، أكثر من هذا سأتبنى مقولة معاليه بكثرة الراغبني للتحول للقطاع العام من القطاع الخاص وإن براتب أقل، هل سأل نفسه ملاذا، وقبل أن يلقي اللوم على املوظف الباحث عن األمـن الوظيفي والـراتـب (#اللي ما يكفي الحاجة)، ماذا قدمت وزارته ملوظفي الدولة، أليست سوى مخزن ملعلومات عن املوظفني سلمهم ورتبهم وجدولة إجازاتهم وحفظ صور مؤهالتهم وبيان بخبراتهم تجمعها من جهد باقي الوزارات، هل قدمت وزارته برامج توعية وإرشاد، هل قرنته بسلم وظيفي واضح يعطي املوظف ترقيته دون عناء انتظار وواسطة، فإن قيل إن الوزير جديد في منصبه، سأسأل ماذا حدث لنتائج برنامج جدارة الضائع في دهاليز الوزارة منذ شهرين. األزمــات تظهر الفرق بني القيادي واملدير ومسير األمــور في اإلدارة، من يـغـرق نفسه فــي املشكلة ويـكـثـر الـتـحـديـ­ق فــي أسـبـابـهـ­ا يعمى عــن رؤية حـلـولـهـا. تــدنــي إنـتـاجـيـ­ة املــوظــف الـحـكـومـ­ي مـــوجـــو­دة، وإن لـيـس بذلك املعدل املهول، كيف تعالجها الوزارة بدراسات قديمة؟ هل ألزمت املوظف بـالـتـوصـ­يـف الـوظـيـفـ­ي، هــل أصـــدرت ضــوابــط ملعالجة تـدنــي اإلنتاجية والبطالة املقنعة، وما إسهاماتها في معالجة البطالة الحقيقية، الوزارات املشابهة حـول العالم تعرف نسب نمو سكانها سنويا، وتخلق وظائف تستوعب املتخرجني منهم سنويا، هل أخذت هي أيضا على غرة بنسبة نـمـو الـسـكـان كـمـا فـوجـئـت قبلها بـسـنـوات وزارة التخطيط فتلخبطت أمورنا. مشكلتنا مـع بعض وزرائــنــ­ا األفـاضـل أن بعضهم ينسيه مشلح الوزارة القرب من معاناة الناس، وبدال من مواساتهم وقت األزمـات، يستسهلون القفز لألمام ولوم السابقني والغير بدال من مواجهة أزماتهم، يتهجمون على املواطن ويتهمونه بثقب األوزون، مرة لتدني ثقافته وأخــرى لغلو جشعه وثالثة لتعاظم كسله، ورابعة وخامسة يتفنن كبار املسؤولني في تلبيسها ملواطن مغلوب على أمره تهربا من مواجهة مسؤولياتهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia