«داعش» في األلعاب «الشبكية»: يروج ويجند ويتواصل!
اسـتـطـاعـت الـتـنـظـيـمـات اإلرهــابــيــة اخــتــراق ســاحــة «ألــعــاب الـشـبـكـة» عقب نجاحها في تعديل ألعاب إلكترونية لتتوافق مع شعاراتها ووحشيتها، ويبدو أن لعبة «صليل الصورام» النسخة املعدلة من اللعبة الشهيرة جي تي أي ،)Grand Theft Auto( التي تحصد مشاهدات عالية على موقع «يوتيوب» دليل فاضح الستغالل تنظيم «داعش» اإلرهابي أللعاب الشبكة. كـمـا حــذر مختصون مــن تــرويــج داعـــش لـدعـايـتـه عـبـر مــحــادثــات األلعاب اإللكترونية، حتى أن عددا منهم دق ناقوس الحذر من خطر تجنيد األطفال املتصلني بشبكة اإلنترنت في األلعاب الشبكية التي تتيح ميزة املحادثات الـجـانـبـيـة بــني أطـــراف الـلـعـبـة. ويــؤكــد الـبـاحـث فــي أمــن املـعـلـومـات محمد السريعي استغالل الجماعات اإلرهـابـيـة واإلجـرامـيـة «يـوتـيـوب» لتسهيل مهمتها في تقديم شروح مطولة للعبة وكيفية تحميلها واللعب بها، مشيرًا إلى أنهم يعمدون على إستراتيجية مشاركة مجموعة أشخاص داخل اللعبة الواحدة، يجري بينهم تنسيق على تجنيد الطفل املحتمل انضمامه للعبة. السريعي يشير إلـى أن الوقت يقضي بـزرع ثقة األطفال في ألعاب الشبكة بــأصــدقــائــهــم فـــي الــلــعــبــة، «خــصــوصــًا أن بـعـضـهـم يــســاعــد األطـــفـــال على االنــتــصــار، لـيـعـزز أواصــــر الــصــداقــة اإللــكــتــرونــيــة، ومـــن ثــم يــبــدأ التجنيد والتوجيه، حتى أن يخرج التنظيم بمعلومات خاصة من الطفل عن طبيعة أسرته وعمل والده وموقع منزله». ويــوضــح الـسـريـعـي أن أصـــل ألــعــاب الـشـبـكـة يــأتــي مــن ألــعــاب أجـنـبـيـة على «باليستيشن» و«اكــس بـوكـس»، ويمكن تعديلها وإضـافـة املـزايـا والبيئات املستهدفة، وتنزيلها على CP، ليحقق اإلرهابيون الغزو الفكري البعيد عن أنظار األسرة واملجتمع، تحت عناوين «الجهاد العاملي، والجهاد االفتراضي». من جهته، يؤكد رئيس اللجنة األمنية في مجلس الشورى عبدالله سعدون أن السماح لأللعاب «الشبكية» بتحديد املوقع املكاني يشكل خطورة تمكن الجماعات من الوصول إلى الشخص، مشيرًا إلى أن التقنية الحديثة تقدمت بشكل هائل، «خاصة في ما يخص االتـصـاالت واإلنترنت فأصبحت تسير كافة األمور، لذلك يجب القرب من أي شخص دون الـ 18 وتحصينه وتنمية الفكر الناقد لديه لكل ما يتلقاه من معلومات سـواء عن طريق اإلنترنت أو األصـــدقـــاء أو املــعــلــمــني، وتــعــزيــز الــثــقــة والــنــقــاش بــني األسر وأطفالها لتشكيل حصانة لهم من هـذه األلـعـاب». ويقول السعدون لـ «عكاظ» إن البداية تكون لعبة بريئة يحملها األطــفــال، «ولــكــن خلفها يــوجــد الكثير مــن املصائب بتوثيق الـعـالقـة بــني املــوجــوديــن فــي هــذه اللعب مــن الــجــمــاعــات وبـــني الــطــفــل عــن طــريــق إقامة عـدد من املحادثات التي توهم الطفل بأنهم أصـــــدقـــــاؤه»، مــبــيــنــًا أن تـــجـــار املخدرات واملواقع اإلباحية والجماعات اإلرهابية تستغل هـذه األلـعـاب كـون أغلب من فيها هــم األطــفــال مــن دون الـــ 18 فيكون سهل اصطيادهم ما لم يــكــونــوا عـلـى عــالقــة وثيقة بأسرهم.