«الفراعنة» بني «نحس» األرجنتيني وبركات «املعلم»!
استقبل الرئيس املصري عبدالفتاح السيسي بمطار الــقــاهــرة الـــدولـــي أمـــس بـعـثـة املــنــتــخــب الوطني املصري لكرة القدم عقب عودتها بعد املشاركة فــي كـــأس األمـــم األفــريــقـيــة فــي دورتــهــا الــــ 31 بـالـغـابـون، وخــســارة املنتخب املــصــري أمام نـظـيـره الـكـامـيـرونـي فــي الـنـهـائـي بهدفني مقابل هدف واحد واحتالله املرتبة الثانية. وأعــــد مــطــار الــقــاهــرة «تـــورتـــة» ومنصة داخل الصالة الرئيسية باملطار تكريما لهم على ما حققوه في البطولة. وكـــانـــت حــالــة مـــن االســتــيــاء العارم بالشارع الرياضي أعقبت خسارة املـــنـــتـــخـــب لـــلـــنـــهـــائـــي األفــــريــــقــــي، ووضـــــح ذلــــك عــلــى املــصــريــني في املقاهي واألنـديـة الرياضية التي فـــتـــحـــت شـــــاشـــــات الـــــعـــــرض لزف الــعــرس الــريــاضــي املــرتــقــب، بعد فيما حلت «بــركــات» املعلم حسن شحاته على املنتخب املصري قبل عشرة أعـوام، ليحقق معه إنجازات لم يحققها غيره من قبل، إثر فوزه مع املنتخب بثالث بطوالت أفريقية متتالية في األعوام ،»2010 ،2008 ،2006« بجانب مشاركته فـي كــأس الــقــارات عام ،2009 وظهور الفراعنة بمستوى متميز أمام البرازيل وإيطاليا، أصـــاب «نــحــس» األرجـنـتـيـنـي هيكتور كـوبـر «الـفـراعـنـة» لتضيع الكأس في املباراة النهائية لبطولة أفريقيا .2017 ولم تشفع إنجازات «شحاته» لدى اتحاد الكرة املصري، الذي قرر فــي الــعــام 2012 إنــهــاء تـعـاقـده فــور خـــروج املنتخب املــصــري من البطولة ذاتها، بينما جدد الثقة أمس (االثنني) في «هيكتور» رغم خسارته أمــام الـكـامـيـرون، لتضيع بـذلـك أحــالم مـاليـني املصريني والعرب في الفوز بكأس أمم أفريقيا، وليضيف األرجنتيني خسارة جديدة إلـى رصيده التدريبي لتصبح 13 خسارة في النهائيات على وجه الخصوص. وانتقد «شحاته» طريقة أداء املدير الفني للمنتخب املصري أمام أن كان الكل يتأهب لالحتفال بحصول املنتخب املصري على الــكــأس للمرة الـثـامـنـة. وكــانــت االســتــعــدادات على أشدها الستقبال الجماهير املتوافدين على املقاهي قبل املباراة بساعتني وأكثر، وعقب الهزيمة دخلت الجماهير في نوبة بكاء شديدة، إذ إنهم كانوا في انتظار الفرحة بــالــكــأس، واالحــتــفــال فــي الـــشـــوارع حـتـى الــفــجــر، ولكن «السكون» كان عنوان الشوارع الرئيسية في مصر، مثل شـــارع جـامـعـة الـــدول الـعـربـيـة بـحـي املـهـنـدسـني املتزين باألعالم. وعقب املباراة، سادت حالة فراغ في املقاهي، التي شهدت أجـــواء مـثـيـرة خــالل األسـابـيـع املـاضـيـة، إذ كــان يتوافد عليها الجميع صغارا وكبارا ومن الجنسني نساء ورجاال وعلى اختالف ميولهم، ليشجعوا جميعا منتخب مصر أمــام الـكـامـيـرون فـي املــبــاراة النهائية بملعب الصداقة بليبرفيل بالغابون. ولـكـن فـي مقابل هــذه املـشـاعـر السلبية والـحـزيـنـة، كان هناك شبه إجماع بالنسبة للجماهير الكروية في مصر بشأن إجـادة «الفراعنة» في املباريات السابقة. وجاءت اإلشـادة على وجه الخصوص بالروح القتالية لالعبني واسـتـبـسـالـهـم فــي تـقـديـم مـسـتـويـات فنية تــجــاوزت كل الـكـامـيـرون، مـا تسبب فـي خـسـارة الفراعنة للقب، وقــال: هيكتور كـوبـر يعاند ويصمم على طريقة لعبه، متجاهال أن الجماهير املصرية تريد أن تشاهد كرة قدم جميلة، واستحواذ على مجريات املباريات، وبالتالي تحقيق الفوز، فـ«الكرة أهداف»، مشيرا إلى أن «هيكتور» يعتمد على محمد صالح فقط، مستغال سرعته، وهي الطريقة نفسها التي يلعب بها صالح مع نادي روما اإليطالي. وأضاف شحاته: ولم يتوان املدير الفني ملنتخب الكاميرون البلجيكي هوجو بــروس، عن استغالل اعتماد «هيكتور» على العـب واحــد، فأغلق املساحات على محمد صـالح لكي يحد من خــطــورتــه الــتــي كــانــت واضــحــة فــي الــشــوط األول، مــا مـكـنـه مع مجموعة الالعبني أن يعيد الثقة للجماهير الكاميرونية التي كانت قد فقدت الثقة تماما في عودة منتخب األسود غير املروضة إلى سابق عهده، بينما لم يستفد هيكتور من الالعبني املميزين مـثـل رمــضــان صبحي وكـهـربـا وتـريـزيـجـيـه االســتــغــالل األمثل، خصوصا أن الـظـروف لم تساعده بسبب اإلصـابـات واإلنذارات التي ضربت الفريق، منهيا حديثه بضرورة أن يشاهد «هيكتور» مباريات الدوري املصري لضم العبني جدد. الـغـيـابـات الـتـي ضـربـت صـفـوف املنتخب املــصــري قبل البطولة. ورصدت «عكاظ» حالة الغضب بني الشباب بعد الخروج، وأكد رمضان إبراهيم أن أداء املنتخب كان ضعيفا جدا في الشوط الثاني، ولـم يقدم شيئا يذكر، وأنــه استحق الــخــروج بعد أن كــان ينافس على الــكــأس، وقــال عمرو محمد إنه منذ بداية املباراة ظهر املنتخب ضعيفا سواء من الناحية الفنية أو البدنية أمام منتخب الكاميرون، موضحا أن جميع العبي الفراعنة كانوا يلعبون املباراة على أمل التعادل واللجوء إلى الضربات الترجيحية. وكــان لـكـأس األمــم األفريقية مـــردود إيـجـابـي فـي مصر خــصــوصــا بــعــد الــلــحــمــة الــعــربــيــة املــشــاركــة للمنتخب املـــصـــري، فــضــال عـــن عـــــودة بــائــعــي األعــــــالم مـــن جديد ينتشرون في أرجاء جميع املحافظات املصرية يحملون أعــالم مصر الـتـي تـرفـرف فـي سمائها، وعـــادت املقاهي والـقـاعـات والكافيهات لتفتح أبـوابـهـا أمــام الجماهير ملتابعة املباراة عبر شاشاتها، إذ فتحت تسعيرة خاصة أمـــام املـشـجـعـني، كـمـا عـــادت املــحــالت الـريـاضـيـة لتبيع تيشيرتات املنتخب املــصــري، و«راســمــو الـتـاتـو» برسم أعالم مصر على وجوه األطفال.