آية قرآنية ُتشعل اجلدل بني شعراء في «أدبي مكة»

لم يدر بخلد الشاعر حسن الزهراني أن تعليقه حول مفردة «الغاوون» التي وردت في سورة الشعراء «والشعراء يتبعهم الغاوون»، سيشعل الجدل بعد أن افتتح قارئ األمسية بآيات من الذكر الحكيم، إذ علق الزهراني «أن الله امتدحنا بـأنـنـا شــعــراء والـتـهـمـة ليست ذمــا لـلـشـعـراء»، فيما قــال الـدكـتـور عبدالعزيز الطلحي في مداخلته أن اآلية الكريمة واضحة وصريحة ويجب أن تفسر على ما قاله املفسرون. وكانت األمسية التي شارك فيها الشاعران الجغرافي حسن الــزهــرانــي والـصـيـدلـي حسن طــواشــي قــد شـهـدت حــضــورا كبيرا مــن الشعراء واألدبــاء واملهتمني بالشعر، يتقدمهم الدكتور حامد الربيعي رئيس مجلس إدارة النادي والناقد األدبي البروفيسور محمد مريسي الحارثي. كما أكد الشاعر حسن الزهراني أثناء إجابته على مداخالت الحضور الذين طرحوا عليه أسئلة حول قصر القصائد التي ينتهجها، وحول قصائده التي أسهم بها في حل الكثير من املشكالت الخدمية فقال «لكل زمـان منهجه في الشعر، والقصائد اآلن تحولت من املطوالت التي كانت تحتوي على املقدمة والعرض والخاتمة إلى قصائد البيتني والثالثة، فالقصائد الطويلة انتهت». وأضــــاف الــزهــرانــي «ال تـسـتـطـيـع أن تــضــع قــانــونــا لـلـشـعـر، فـالـشـعـر فضاء إبـداعـي، وال تحكمه أنظمة وقـوانـني، وإذا حكم بأنظمة وقوانني ال تكون له أي نكهة جميلة». وذهب الزهراني إلى أن الشعر يقضي حوائج الناس ويحل مشكالتهم، واسـتـشـهـد عـلـى ذلــك بقصيدة قـالـهـا لـلـدكـتـور غـــازي القصيبي عندما كان وزيرا للمياه، فحلت قضية املياه في محافظة الباحة كلها بتوجيه من وزير املياه بعد أن قرأ القصيدة. من جهته، علق الناقد الدكتور محمد مريسي الحارثي على األمسية بقولة: «قـد استمتعنا بشعر جـزل من قبل الشعراء املشاركني، ولكن هناك من يظهر حساسية حول الغزل واملدح في الشعر، والحقيقة أن هناك قضايا دفعت الشاعر إلى أن يقول ذلـك، واإلنسان عندما يعبر عـن قضاياه، فهو يعبر عـن أحاسيسه التي فـي داخـلـه، فأحيانا يرد عليه الهاجس بأن يتحدث شعرا أو نثرا فيعبر بهذا الهاجس، فالشعر نفس ورؤيــة وإلــهــام، وهــو نقطة تصويرية تجعل الـنـاس يعجبون بهذه النقطة، واملعجم الشعري مشترك يعبر به الشاعر عن قضايا الكون الكاملة». فيما غابت الدكتورة أنصاف بخاري عن حضور األمسية الشعرية التي أقامها نادي مكة الثقافي األدبي مساء أمس األول لوفاة والدتها.