رفض واسطة اليمنيني في طلب «عفو موسوليني»
بـعـد انــتــقــال الــســعــداوي إلـــى الـــريـــاض، ضــربــت مــوجــة الــتــأزم ســوريــة، وشــعــر امللك عبدالعزيز بضرورة شد أزر الكتلة الوطنية فأوفد مستشاره السعداوي إلى دمشق، وقضى الـسـعـداوي عـدة أسابيع فـي سـوريـة ولبنان، ثـم عـاد إلـى الـريـاض، وبدأت مهمات السعداوي باالنطالق، إذ أرسله امللك عبدالعزيز إلى اليمن. وينسب إلى السعداوي مقولة «كتاب كريم من ملك عظيم»، عند قراءة رسالة امللك عبدالعزيز إلى اإلمام يحيى. ويشير الدكتور محمد الدغيم في بحثه «بشير السعداوي.. سيرة رجل وسيرة أمة» (مصدر سابق) إلى قصة وقعت ملستشار السعداوي، بعد أن وصل إلى اليمن وقضى 52 يومًا في املباحثات مع إمـام اليمن وتبليغه بكتاب امللك عبدالعزيز، إذ هم السعداوي بالرجوع إلى الرياض بعد حصوله على جواب من اإلمــام يحيى، ولـم يتمكن الوفد من مغادرة اليمن بالسيارة، فاقترح اإليطاليون نقل السعداوي ببارجة إيطالية، «فاعتذر السعداوي وكتب إلى جاللة امللك يخبره بعدم إمكانية صعوده إلى بارجة إيطالية بسبب حكمهم عليه باإلعدام، فعرض اإلمام اليمني أن يكتب إلى موسوليني ليصدر عفوًا عن السعداوي، لكن السعداوي رفض ذلك وأعرب لإلمام يحيى عن اعتباره حكم اإلعــدام شرفًا كبيرًا لـه، وهـو يرفض العفو من طاغية يحتل بالده، وإزاء ذلك املوقف استأجرت اململكة باخرة قامت بنقل السعداوي والبعثة إلى جـدة، ومنها تابعوا طريقهم إلى الرياض». وال يخفي الـسـعـداوي إعجابه الكبير بحكمة املـلـك عبدالعزيز وقــدرتــه عـلـى الــقــيــادة، كـمـا أن طـابـع املــؤســس الــوحــدوي أبهر الــســعــداوي، وحـضـر بشير عــددا مـن لــقــاءات املـلـك عبدالعزيز مـع الـزعـمـاء. بعد وفــاة املـلـك عبدالعزيز اســتــأذن السعداوي املــلــك ســعــود أن يـتـفـرغ لـتـحـريـر بــــالده وتــوحــيــدهــا، وبعد مـوافـقـة املـلـك سـعـود شكل الـسـعـداوي هيئة تحرير ليبيا، ودخل الحياة السياسية في بلده. والالفت عندما استطاع صـنـاعـة قــاعــدة جـمـاهـيـريـة، أبـعـد بشير الــســعــداوي من ليبيا بحجة أنه يحمل جوازًا أجنبيًا (سعودي). وقضى السعداوي ما تبقى من حياته في بيروت حتى توفي ،1957 وفي 1973 نقل رفات السعداوي إلى طرابلس ودفـــن بـمـقـبـرة الــشــهــداء، نظير عمله الـنـضـالـي في نصرة القضايا العربية.