احـذروا اجلـذعـية يا حلويـن
تملي علّي مهنيتي كمتخصص أن أوضـح للناس حقيقة األمر حول ادعاء شاع في مجتمعنا وأن أعرض الحقائق وهي كما يلي، حديثا وسـائـل االتــصــاالت االجتماعية أصبحت مشبعة بخبر عالج شاٍف ملرض السكري، وقد فهم من الكثير املفهوم الخاطئ في الشائعات، والصحيح أن ما نشر عبر وسائل اإلعالم الغربي والـعــربــي هــو أن األبــحــاث اسـتـطـاعـت بصفة ونتيجة إيجابية فعالة أكثر مما سبق في التوصل إلـى زراعــة الخاليا الجذعية التي تقوم بـإفــراز هـرمـون األنـسـولـني ومــن ثـم يستغني مريض السكري من النوع رقم واحد فقط من حقن إبر األنسولني يوميا، وقد نشر في هذه الصحيفة قبل أيام من قبل الدكتور عبدالعزيز الـتـويـم اسـتـشـاري الـسـكـري لـأطـفـال تحذير عــن زراعـــة الخاليا الجذعية مــن قبل املحتالني فــي كثير مــن الـــدول خـــارج اململكة الــذيــن يـغـتـنـون ويــربــحــون عـلـى أكــتــاف ضـعـف املــرضــى، وهذه األماكن تدعي أن األبحاث الجارية الستخدام الخاليا الجذعية في عـالج داء السكري في تحويل الخاليا متعددة الـقـدرات إلى خاليا (بيتا) مما يتضمن ذلك تخليق خاليا (بيتا) من الخاليا متعددة الـقـدرات في املعمل والتي يتم زرعها بعد ذلـك ملرضى داء السكري. كما يدعي املحتالون قدرتهم تحويل أنــواع أخرى من الخاليا إلى خاليا بيتا مثل خاليا الكبد ثم زرعها ملرضى داء السكري، يذكر أن خاليا بيتا هي املـوجـودة في البنكرياس املسؤولة عن صناعة األنسولني وإفـــرازه مباشرة في الــدم. هذه االدعـــاءات خاطئة وبعيدة جـدا عن الحقيقة العلمية الصحية، وهـــذه الــتــجــارب ال تـــزال تـخـص فـقـط مــرضــى الـسـكـري الــذيــن ال يستطيعون العيش دون حقن إبر األنسولني وهم يشكلون 0١% من مرضى السكري في العالم، أما النوع الثاني الذي ال يحتاج إلبــر األنـسـولـني فيشمل 0٩% مــن مـرضـى الـسـكـري فــي الـعـالـم ال تنطبق عليهم هذه األبحاث. الخاليا الجذعية هي تحديد الخريطة الوراثية لإلنسان أو ما يعرف بالجينوم الذى يعتبر أهم إنجازات القرن الـ0٢، فى إحداث ثـــورة تكنولوجية كـبـيـرة فــى بــحــور الــطــب والـعـلـم ومــا يتعلق بصحة اإلنــســان عـبـر أجــيــال عــديــدة، فـقـد سـاعـد الـجـيـنـوم على ظهور تطورات طبية عديدة فى مجال عالج األمــراض الوراثية والـسـرطـانـيـة الخبيثة أو الــوقــايــة مـنـهـا. واملــهــم هــو أن أعرض على القراء الكرام وجهة نظر الجمعية السعودية للغدد الصماء والسكري وأمـــراض االستقالب وهــي الجهة املنوطة بهذا األمر وليس التجارب الشخصية املنفردة، إضافة إلـى رأي الجمعية األمريكية ملرض السكري واالتحاد العاملي ملرض السكري ورابطة أطباء الغدد الصماء األمريكية وكذلك جمعية مرض السكري في األطفال واملراهقني الذين باإلجماع أكـدوا أن العالج باستخدام الخاليا الجذعية هو عالج بحثي ال يمكن تعميمه على املرضى وال تــؤمــن عــواقــبــه وأنــــه مــا زال فــي طـــور الــتــجــربــة وذلــــك على مـسـتـوى حــيــوانــات الــتــجــارب فـقـط ولـيـس عـلـى مـسـتـوى البشر. وفي ديسمبر ٦١0٢ ذكر جيفري ميلمان أستاذ الطب والهندسة الطبية البيولوجية بكلية الـطـب فـي جامعة واشـنـطـن أن هذه الخاليا ستكون جاهزة ملرحلة التجارب واألبحاث البشرية في غضون ثالث إلى خمس سنوات. فاحذروا من املحتالني واحذروا الجذعية يا حلوين. للتواصل: فاكس 80١١٢٧٦-٢١0