مهًال يا رجل املرور!
يـحـظـى رجـــل املــــرور بسلطة تـنـفـيـذيـة هدفها ســام وراق، لعالج سلوكيات بعض املخالفني في القيادة والشوارع، وإلزامهم بالنظام، لكن لـأسـف تواجهنا مـمـارسـات مــن بعض رجال املرور غير محسوبة، وال تمثل القطاع الحيوي املهم وأفراده. وأقرت الدولة اإلصالحات لبعض السلوك الذي قد ال تستطيع متابعته، وقد يساء استخدامه بقصد أو بغيره، وأنشأت إدارة الـجـزاءات في اإلدارة العامة للمرور، حني شعرت أنه قد تستخدم بعض صالحيات أفراده بطريقة خاطئة، وعن غير قصد طبعا، فرجل املرور في األخير إنسان معرض للخطأ والصواب، وربــمــا يتخذ قــــرارات يـتـضـرر منها املــواطــن، خصوصا حـني رصــد املخالفات، فأنا عشت هــذا املـوقـف شخصيا، فعند خروجي من أحد الطرق الفرعية ودخولي لطريق رئيسي صادف وقت الــذروة، وكان من املستحيل العودة إلـى املـسـارات املتاحة األخــرى، فوجئت برجل مـرور على بعد ال يزيد على 00٣ متر، يدون أرقام السيارات ويصدر مخالفات لها، دون إبالغهم وكنت أنـا أحـدهـم، وتلقيت رسالة تؤكد وقوفي على الخط األصفر وتوقيت املخالفة، وشـعـرت أنــي لـم أكــن استحقها، صــورت املــوقــع، حيث ال أثـــر لـلـخـط األصــفــر، وتــوجــهــت إلـــى إدارة الــجــزاءات وسجلت االعــتــراض وصيغته، وبعد أن اقتنع مدير الـجـزاءات في مرور جدة بتظلمي، قرر إسقاط املخالفة، وكان نموذجا مشرفا للمسؤول وعلى قدر كبير من الوعي. وكــــــان مــــن األجــــــــدى بـــرجـــل املــــــــرور الــــذي رصــــد مــخــالــفــتــي أن يــتــفــهــم املستجدات والـتـغـيـرات الـتـي تـطـرأ على الــطــرق خالل تنفيذ املشاريع، ويضعها في الحسبان، فأحيانا تصميم الطريق بطريقة مخالفة يجبر العابرين على املخالفة، فكثير مــن شـوارعـنـا لـأسـف تعاني مــن ســوء التخطيط والتنفيذ. وما دفعني لالعتراض لم يكن قيمة املخالفة، ولكن سلوك رجـل املــرور، الــذي أســاء استخدام سلطته، ونفترض فيه حسن الظن، ونقول إنه لم يقصد، وليس كما يردد كثيرون بأن بعض رجال املرور يرصدون املخالفات دون أي مبرر، إلنـهـاء دفتر القسائم الــذي بحوزتهم، وحتى يعود إلى منزله مبكرا.