Okaz

رمز العدالة في العالم

- المحامي عبدالكريم بن إبراهيم العريني

يرمز للعدالة في كثير من دول العالم برمز يشير إلى امرأة معصوبة العينني، وبيدها ميزان وفي األخرى سيف ولذلك اشتهرت عبارة: العدالة عمياء، ويقال إن هذه العبارة نشأت ألول مرة في إنجلترا، وقيل في فرنسا، وقيل في أمريكا، وأيا كان فإن كثيرا ممن يرمز للعدالة يـرمـز لها بهيئة امـــرأة، تحمل فــي يـدهـا مــيــزان العدل وتعصب عينيها بغطاء سميك، وسبب ذلك فيما ذكر بعض األدباء أن العدالة عمياء ألنها ال تلتفت إلى العواطف، وال تنظر إلى التوسالت بل هي تطبق القانون فحسب. وقال آخـرون ألنها عمياء ال تدري الحقيقة التي تختفي وراء الظاهر، ويشير عصب العينني إلى أنه يجب على القاضي أال يتأثر بالناس وأوضاعهم االجتماعية فهذا التصرف يجعل املـيـزان يضطرب في اليد واضطراب امليزان واهتزازه كفيل بأن يباعد بني العدل وتحقيقه وإحالل الظلم والبغي والعدوان، وألن لفظ العدالة مؤنث لذلك فقد وافقوا بني الكلمة والرمز فجعلوا الرمز أنثى وأما السيف فيشير للعقوبة التي تقتص من الجاني. والبــد للعدل من معيار تقاس به الحقوق وإال كـان الهوى والـغـرض هو املعيار، يقول الله تعالى (ونضع املوازين القسط ليوم القيامة) وقـال سبحانه (ولـو اتبع الحق أهـواءهـم لفسدت السماوات واألرض ومن فيهن). إن املعيار في بيع املوزون هو امليزان، واملكيال في املكيالت، واملــقــي­ــاس فــي املـقـيـسـ­ات، ونــحــو ذلـــك، وقــد يــكــون املعيار شريعة مـن الشرائع أو قانونا مـن القوانني أو الئحة من اللوائح أو عرفا من األعراف، ولعدم وجود قانون سعودي ملزم في القضايا املدنية ومسائل األحوال الشخصية والقضايا التجارية فإن القانون الواجب التطبيق هــو الـشـريـعـ­ة، وبــالــرج­ــوع للشريعة نـجـد أنـهـا أصـــول وفروع، وأغلب ما يعرض على القضاة هو الخالف في الفروع، وبرجوع القاضي للفروع كي يجد تسبيبا لحكمه يجد أن كل فرع من املسائل اختلف فيه الفقهاء لعدة أقـوال، ولكل قول أدلته، ما يستدعي ضـرورة تقنني املسائل الفقهية القضائية لتحقيق العدالة ليعلو رمزها، والله املستعان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia