Okaz

احملاكم اجلزئية ووسائل التشامت!

- محمد الحساني mohammed.ahmad568@gmail.com

كان من املأمول أن تكون وسائل التواصل اسمًا على مسمى، يستطيع أفراد املجتمع التواصل عن طريقها وزيادة روابط األخوة والصداقة والزمالة واملعرفة فيما بينهم عبرها، وقد استخدم العقالء من الناس تلك الوسائل في العديد من األمور النافعة بما فيها التواصل التجاري حيث سهلت لهم عقد الصفقات وتـداول البيانات واملنافع باعتبارها وسيلة مؤتمنة وموثوقا بها وموفرة للوقت والجهد. ولكن مما يؤسف له أن بعض املستخدمني حادوا وانحرفوا عن الهدف النبيل لوسائل التواصل فاتخذوا منابر آثمة للتنابز باأللقاب وإرسال الشتائم املقذعة واالتهامات الجارحة القادحة في الذمم واألخالق واملروءة، وإذكاء الفنت ونشر النميمة وصنع العداوات، وكل ذلك يحصل أو معظمه عن طريق استخدام األسماء الصريحة من قبل املستخدم ضد من يرى أنهم خصومه حتى لو كانت تلك الخصومة مجرد اختالف في وجهات النظر، فتراه يتهم هذا بأنه سارق أو مرتش وذاك بأنه كذاب أشر وأولئك بالنفاق، قادحًا في أصولهم وذممهم وأخالقهم وسلوكهم، وكان الغمازون اللمازون املـشـاؤون بنميم يفعلون ذلـك قبل نشوء وسائل التواصل االجتماعي خلسة وعن طريق الدس الرخيص والشكاوى الكيدية التي ال تحمل اسمًا مما دعا الدولة إلى وضع نظام يقضي بعدم االلتفات لذلك النوع من الشكاوى ومعاقبة أصحابها في حالة التعرف عليهم عقابًا شديدًا ولكن وسائل التواصل جـرأت هـذه النوعية من املخلوقات على إلقاء التهم جزافًا ضد اآلخرين وبطريقة مباشرة وصريحة وكأنهم بإعالن أسمائهم وأسماء من قدحوهم وشتموهم وطعنوا في ذممهم يتحدون أن ينالهم أي عـقـاب على فعالهم املـتـكـرر­ة املتعارضة مـع آداب اإلســـالم ومــا جــاء في القرآن الكريم والسنة النبوية املطهرة من تحريم ألفعال القذف والتنابز والنميمة، كما حــذرت اآليــات الشريفة من الفاسقني الذين يحملون األنـبـاء الكاذبة وحضت املؤمنني على أن يتثبتوا مما يصلهم من أنباء حتى ال يظلموا من حيكت حولهم األنباء الكاذبة، ولعل ما جعل أولئك السفهاء يتجاوزون حـدود األخـالق واملروءة في استخدامهم لوسائل التواصل هو عدم شعورهم بخطر ما يقومون به من أفعال منكرة ولو أنهم أدبوا بموجب ما يأمر به الشرع املطهر عن طريق املحاكم الجزئية وغيرها من جهات االختصاص لكفوا عن تلك األفعال واألعمال وألمن الناس شرهم املستطير وذلك ما ينبغي أن يكون!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia