رزان: جاهرت بـ«احلب» و«املوسيقى».. حروفها بلسم املجروحات!
باليد ذاتـهـا الـتـي مـن املـفـتـرض أنـهـا تمسك القلم الـخـاط لـقصائدها، تمسك رزان العتيبي قناعها الــرمــزي املـغـيـب لحقيقة هـويـتـهـا، رغــم حواراتها الصحفية املعدودة وحضورها التويتري، تجاهر بالحب تارة، وبخيباته تارة أخرى، وتجاهر أيضًا بــالــغــنــاء، وتـكـتـب أبــيــاتــا تستعذبها املوجوعات الــلــواتــي تقاسمن معها الــحــزن معها والشوارع، فضفضة: «شفني أفضفض ضيقتي لـ الشبابيك / واتقاسم األحزان ويا الشوارع». تجربة لم تتعد حدود منتديات الشعر اإللكترونية، ومواقع التواصل االجتماعي، إال أنها استطاعت بهالتها الشعرية جمع نحو 70 ألف متابع لها في تويتر. تقول في أحد حواراتها الصحفية إن فضاء الـتـواصـل االجتماعي منحها محبة الــنــاس، رغم االعتقاد الـذكـوري القائل بنفي مقارنات شاعرية اإلنـــاث، ومــحــاوالت اصـطـيـاد بعض األبــيــات يرى الــذكــور اعــوجــاج وزنــهــا، إال أن رزان تــرى فــي كل شطر وبيت تكتبه ردًا على ما يقولون، تقول: «ليه انــا عـمـري تمنيت ولقيت / شــوف عينك «ترمو» احالمي نقص.. كنت طفلة يختصرها حلم بيت / ال ذكرته في سواليفي أغص». وكغيرها من الشاعرات اللواتي فضلن الكتابة عن خيبات الحب األنثوي الشرقي، والترنم بلسانهن املــوجــوع، ســاعــدت أبــيــات رزان املتباكية بمقلتي املرأة في صنع قاعدة جماهيرية نسوية لها، رغم الغيرة التي أيقنت بوجودها بني الشاعرات، تقول ذات وجــع: «سمعت انــك سعيد وعـايـش بـدونـي / مـعـاد تهمك اخــبــاري وال تـغـريـك.. يــمــررك السؤال ويــنــخــطــف لـــونـــي / هــمــا كـــل الـــكـــالم ومــــا قدرت أحكيك». ويـظـهـر ملـتـابـع قـصـائـد رزان الـعـتـيـبـي وأبياتها الشعرية، مــدى تأثرها الكبير بالقصائد املغناة عربيًا وخليجيًا، كنص «خوف تشرين» الذي قالت فيه: «أنا تشرين علمني أدس أحبابي كومة صوف / عــشــان إن مــرنــي يـــرد الــفــراق أحـيـكـهـم منديل»، املظهر لتأثرها بأغنيات فيروز التي جاهرت بها في: «فيروز غني للصباحات بشويش / وع املفرق الــلــي كـــان بـالـلـه انــطــريــنــي.. نــرشــف حـنـني ونقسم الهم ونطيش / واحكي لصوتك إرتعاشة يديني»، وبيتيها: «حـزنـي الليلة مثل بحة عـبـادي / كني اتقسم على اوتاره حنني.. من بكا نساي ضاقت بي بالدي / وأجهلك تحكي عن أوجاعي سنني». و«كـــــل جــــرح يــجــي مــنــك أشـــوفـــه عــيــد / تخيل كيف أحــب الـجـرح وآعــانــي.. على شــبــاك أحــالمــي وقــفــت اصــيــد / حمايم صبحنا واســأل تمناني»، و«غــاب وترك لـي مـن بقاياه سلسال / ال هزني طاريه رحـــت وحــضــنــتــه»، وغــيــرهــا مـــن األبيات الــتــي فــاضــت بــهــا قــريــحــة رزان العتيبي شـــعـــرًا وقــيــلــت عــلــى لـــســـان «جـــمـــع مؤنث حــالــم»، لـشـاعـرة جــاهــرت بـالـحـب والغناء واســمــهــا، ورفــضــت األمــســيــات الـشـعـريـة رغم شيلتها الوحيدة وتعاونها الغنائي.