الصداقة».. ويستعيدون أدبها
احتفل مــغــردون فـي مـواقـع الـتـواصـل االجـتـمـاعـي بـيـوم الـصـداقـة الـعـاملـي قبل حـضـوره بأشهر قليلة، إذ يعد هــذا الـيـوم جسرًا لبناء صـداقـات جـديـدة بني املجتمعات قاطبة وترسيخ فـكـرة التسامح والــســالم مـع جميع االختالفات الــعــرقــيــة والــســيــاســيــة والـــديـــنـــيـــة، تــعــيــدنــا هذه املــنــاســبــة إلــــى أحــــد فـــــروع األدب وعـــواملـــه «أدب الصداقة». كـتـب عـــدد مــن الـفـالسـفـة واملـفـكـريـن والروائيني وحتى الشعراء عن الصداقة ملا ترمز له من أهمية بالغة في توطيد العالقة مع اآلخر، كتب أبو حيان الـتـوحـيـدي ـ والـــذي يـعـد مــن كـبـار مثقفي القرن الرابع الهجري ـ عن الصداقة في كتابه «الصداقة والــصــديــق»، وجــد الـتـوحـيـدي فـي الـصـداقـة قبل العزلة التي عايشها في آخر حياته مالذًا للهروب مــن أعــبــاء الــحــيــاة. عــرض الـتـوحـيـدي فــي كتابه قصصا وحكايات ترمز للصداقة منها ما جاء: «أخبرنا أبـو سعيد السيرافي، قــال: أخبرنا ابن دريـد، قال: قال أبو حاتم السجستاني: «إذا مات لي صديق سقط مني عضو». وجاء في «أدب الصداقة» ما دار بني الروائي عبدالرحمن منيف ومروان قـصـاب بــاشــي، الـلـذيـن جمعتهما صــداقــة تــراســل أدبــيــة عـالـيـة، إذ يشير الــدكــتــور فـــواز طـرابـلـسـي مــقــدم الـكـتـاب إلــى أنــه أدب راق تـعـمـه النخوة والـدمـاثـة والــوفــاء، واالهـتـمـام الحقيقي بـاآلخـر والـتـواطـؤ العميق معه هو صداقة تطورت وتجلت لتصبح نموذجا لصداقة عميقة تستحق أن نقرأها بني صفحات الرسائل. تـنـاولـت الــروائــيــة اإلنجليزية الشهيرة جــني أوســـن مــوضــوع الصداقة في روايتها «كبرياء وتحامل» والتي دارت بني الشخصيتني إليزابيث بينيت وشارلوت لوكاس، فعلتها الروائية األمريكية لويزا ماي ألكوت فـي روايتها املعروفة «نـسـاء الصغيرات»، صــورت ألـكـوت حياة أربع شقيقات وهــم مـيـج، جــو، بيث وآمـــي، وتعتبر الــروايــة اقتباسا عن تـجـارب طفولة الكاتبة مـع شقيقاتها الـثـالث، إذ جمعتهن عالقة صداقة قوية.