«سيناريست» يكتب قصة استشهاد شقيقه قبل وفاته
لـطـاملـا بـــرع الـسـيـنـاريـسـت الــســعــودي عبداإلله حــــســــن دهـــــــل فــــــي حــــبــــك قــــصــــص البطوالت واالنتصارات، وكتابة املشاهد الدرامية الحزينة والسعودية، وتقديمها عبر أعماله الفنية على الشاشة الفضية أو مسارح العرض، غير أنه لم يتخيل أن يكتب سيناريو استشهاد شقيقه على نحو يحاكي ما تحقق على أرض املعركة وفي مـيـدان الــشــرف، فـعـاش مـؤلـف مسرحية «عودة مرعي» التي عرضت قبل أيام على خشبة مسرح مــهــرجــان «جـــــازان شـــو» فــي الـحـفـلـة الختامية للمهرجان الشتوي، التي تحاكي دور الجندي الـسـعـودي فـي االلـتـحـاق بـالـقـوات املقاتلة على الـــحـــد الــجــنــوبــي والـــــــذود عـــن ديـــنـــه وطـــنـــه ثم االســـتـــشـــهـــاد، وتـــصـــويـــر مـــوقـــف أهــــل الشهيد بالصبر والفخر على نحو عاشه حقيقة بعد أن بلغه نبأ استشهاد أخيه في الحد الجنوبي، ليكتب املوت الفصل األخير في بطوالت شقيقه الشهيد أحمد حسن دهل 23( عامًا). يــقــول عــبــداإللــه دهــــل لــــ«عـــكـــاظ»: فــجــعــت بعد االنــتــهــاء مــن عــرض املـسـرحـيـة بنبأ استشهاد أخي األصغر الجندي بالقوات املظلية الوحدة السابعة أحمد حسن دهل، الذي التحق بالسلك العسكري قبل سنة، والتحق بزمائه املقاتلن على الحد الجنوبي قبل خمسة أشهر، فما كان منا كعائلة إال أن حمدنا الله على هذا التكريم واالصطفاء ألخي أن اختاره الله شهيدا. والحقيقة كانت مشاهد املسرحية التي كتبتها تـتـجـسـد أمـــــام عــيــنــي فـــي الــــواقــــع، والــــــدي كان صـابـرا فـخـورا بـهـذا الـشـرف اختلط فـي عينيه الفخر والــعــزة وألــم الــفــراق وكــرر أكـثـر مـن مرة والله لو يعود لي األمر سأكون أنا وكل أبنائي في الخطوط األمامية فما زادنــا كامه إال قوة وصبرا الحمد لله على كل حال. وتابع: بالنسبة لــلــمــســرحــيــة كـــنـــا نــجــســد فــيــهــا مــــــدى الفخر املــخــلــوط بــألــم الـــفـــراق بــعــد شــهــادة أحـــد أفراد الـعـائـلـة، أيـضـا التغيير اإليــجــابــي الـــذي يطرأ على الشخص عندما يلتحق بقواتنا املسلحة وإحــســاســه بــاملــســؤولــيــة املــنــاطــة عــلــى عاتقه، وهــذه الثقافة أصبحت منتشرة بل في األصل ولدنا بها وهي ثقافة حب الوطن وبذل الغالي والنفيس دفاعا عنه وال يستخسر أي مواطن أن يبذل أي شيء حتى لو وصل األمـر به أن يقدم نفسه أو أحــد أبـنـائـه وعائلته فـــداء لــلــذود عن كل شبر في بلد الحرمن. وتــرك نبأ استشهاد شقيق مؤلف مسرحية «عودة مرعي» حالة من االندهاش لدى املتابعن في جازان السيما بعد النجاح الكبير الذي حققته املسرحية في واحد من أفضل املهرجانات الشتوية حضورًا، وشكل شباب منطقة جازان أحد مقومات النجاح. وكـــان شـقـيـق املــؤلــف قــد اسـتـشـهـد ضـمـن ستة آخرين من رجال القوات السعودية في اشتباك وصد لهجوم حوثي باتجاه جبل فدنة باتجاه الــخــوبــة الــــذي حـقـقـت فــيــه الـــقـــوات السعودية انتصارا كبيرا على العصابات الحوثية.