حرية القطاع اخلاص في قطع األرزاق
وزارة العمل والشؤون االجتماعية أصـدرت قـرارا بحظر ما تقوم به بعض الشركات من فصل جماعي للموظفني الـسـعـوديـني، فــأثــار ذلــك الــقــرار حفيظة الـقـطـاع الخاص ورجـــال األعــمــال عـلـى الــرغــم مــن أن تفاصيل ذلــك القرار ال تجعل مـنـه ســوى قـــرار تنظيمي، فــالــقــرار إنـمـا طالب تلك الـشـركـات واملـؤسـسـات بإخطار مسبق ملكتب العمل املختص قبل 60 يوما، متضمنا الوضع املالي للمنشأة ومــبــررات الفصل الجماعي، مـع أسـمـاء جميع املوظفني املـــزمـــع فــصــلــهــم ووظــائــفــهــم، وإذا كــــان ذلــــك كــذلــك فإن احتجاج القطاع الخاص إنما رغبته في أن يبقى مطلق اليد يتصرف كما يشاء فيفصل من يشاء كما يشاء دون الحاجة إلى تقديم مبرر يتمثل في الوضع املالي للمنشأة واألســبــاب التي تضطرها لفصل موظفيها السعوديني ودون أن تمنح أولئك املوظفني فسحة من الوقت يتمكنون فيها من ترتيب أمور حياتهم، والتي يبدو أنها ال تعني شيئا بالنسبة ألصحاب تلك الشركات واملؤسسات. الـقـطـاع الــخــاص املـحـتـج عـلـى ذلــك الــقــرار التنظيمي لم يتردد في التلويح بتعطيل برامج السعودة واالعتماد على االستقدام، وهو تلويح يأخذ صيغة االبتزاز خاصة حــني يــكــون مـرفـقـا بــاقــتــراح دعـــم الــشــركــات واملؤسسات التي ال تفصل أحدا من موظفيها، وهذا يعني أن القطاع الخاص يقول بالفم املليان كما يقولون: ادعمينا أو اتركي أيدينا طليقة نفصل كما نشاء من نشاء كما نشاء. وكما لوح القطاع الخاص بتعطيل برنامج السعودة فقد لوح كذلك بتباطؤ النمو االقتصادي، وكأنما ذلك النمو االقتصادي الـذي يتحدثون عنه ال يتحقق إال بما باتت تــمــارســه بــعــض الــشــركــات واملــنــشــآت مــن فــصــل جماعي ملوظفيها، وكأنما ال هم للقطاع الخاص إال تحقيق أرباحه حتى لو كان ذلك على حساب املواطنني الذين تلقي بهم في الشارع دون وازع من ضمير أو رادع من نظام.