اتساع رقعة حرب «األوصاف» بني تركيا وهولندا
شرارة األزمة بني أملانيا وتركيا حركتها الرياح لتصل إلى هولندا، وتستعر حرب «األوصاف» بني كل من برلني، وأمستردام، وأنـقـرة، فلم يتوقف األمـر عند استهداف العمل الدبلوماسي فـي هــذه الــحــرب، بل كان املثير فيها تبادل الشتائم السياسية عـــلـــى شـــكـــل «أوصـــــــــــاف» فــبــعــد أن اتهم الرئيس التركي رجـب أردوغـــان األملــان بـ «النازيني» عاد وشبه الهولنديني بأنهم «مخلفات الفاشية» فيما تم الرد على هذه األوصـــــاف بــأوصــاف مـمـاثـلـة استهدفت سياسة، وإجراءات الرئيس التركي بشكل مماثل. تـركـيـا الـتـي تــوعــدت أملـانـيـا بالقصاص، وهـولـنـدا بعواقب وخيمة بسبب تعامل بــرلــني وأمـــســـتـــردام مـــع حــمــلــة أردوغــــــان لكسب التأييد للتعديالت الدستورية، ما قاد إلى نشوب حرب إعالمية، وسياسية اسـتـخـدمـت فيها األوصــــاف الـتـي أعادت خــطــاب الــكــراهــيــة إلـــى واجــهــة العالقات التركية ـ األوروبية. في املعارك السياسية واالنتخابية، عادة مـــا يــســتــخــدم الــســاســة كـــل مـــا لــديــهــم من أســلــحــة لــلــفــوز. لــكــن املــفــاجــأة أن معركة تركيا الداخلية تجاوزت الحدود لتصل إلــــى الــعــالــم الـــخـــارجـــي، لــكــن الـــالفـــت أن أنـــقـــرة لــيــســت املـــــرة األولــــــى الــتــي تجري فيها مثل هــذا االستفتاء على الدستور، وفـــــي االســـتـــفـــتـــاء املــــاضــــي مـــــرت األمـــــور بــســالســة، دون أن تـعـتـرض أو تـعـيـق أي دولة أوروبية تحركات املسؤولني األتراك بما فيها هولندا وأملانيا وهذا ما يطرح األسئلة عن املواقف الجديدة لبعض الدول األوروبية من أنقرة وأردوغان تحديدا. والالفت أن التضامن األوروبي من برلني، وأمـــســـتـــردام يـتـسـع يــومــيــا وســـط صمت حــلــف الــشــمــال األطــلــســي «الــنــاتــو» الذي تنتمي تركيا إلى جانب الدول األوروبية إلـى عضويته، وهـو صمت شكل مفاجأة كـــبـــيـــرة لــجــمــيــع املــهــتــمــني فــــي املعادلة الساسية الدولية. ليبقى السؤال مطروحا هــل وراء هـــذا الــصــمــت أهـــــداف أوروبية تــســعــى إلخــــــراج تــركــيــا مـــن حــلــف شمال األطــلــســي وتــمــزيــق كــل أوراقـــهـــا املتعلقة باالنضمام إلى االتحاد األوروبي حتى ال يكون هناك أي عـودة لتركيا للحلف في هذا األمر. أملانيا، وهولندا ومعهما عموم أوروبا، تخوض مواجهة مفتوحة اليوم سياسيا وإعــالمــيــا ودبـلـومـاسـيـا مــع تـركـيـا وهي مـــواجـــهـــة تـــجـــد فـــيـــهـــا بـــعـــض األطـــــــراف األوروبـــــيـــــة فـــرصـــة ومــــبــــررا قـــويـــا لطرد املـــهـــاجـــريـــن، وإغــــــالق الــــحــــدود فـــي وجه الفارين من حروب املنطقة.