..»MBS« يبهر الغرب.. حوار إستراتيجي يغير قناعات ترمب
اســتــطــاع الـــحـــراك الــدبــلــومــاســي الــســعــودي املــتــنــوع، إبهار الغرب والشرق في آن واحد، ففي الوقت الذي يقود فيه خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بـن عبدالعزيز دبلوماسية الــتــوجــه إلـــى الــشــرق اآلســـيـــوي، والــتــي دخــلــت فــي محطتها الـخـامـسـة الــصــني أمـــس (األربــــعــــاء)، أطــلــق ولـــي ولـــي العهد األمــيــر مـحـمـد بــن ســلــمــان دبــلــومــاســيــة الــتــوجــه إلـــى العمق الغربي، وتحديدا إلى مركز صناعة القرار العاملي واشنطن، وأجـــرى حـــوارا إستراتيجيا وعصفا ذهنيا عـالـي املستوى مع الرئيس األمريكي ترمب أمـس األول في البيت األبيض، مدشنا عهدا جديدا في الشراكة اإلستراتيجية بني الرياض وواشنطن مبنية على املصالح املشتركة والتعاون اللصيق ملكافحة اإلرهاب وتحجيم نفوذ إيران ومنعها من نشر الفكر اإلرهابي الطائفي في منطقة الشرق األوسـط، وتعزيز السلم واألمن العاملي.
ترمب أعجب مبوضوعية ابن سلمان
وبــحــســب مــصــادر فــي الــبــيــت األبـــيـــض، فـــإن الــرئــيــس ترمب أعــجــب كـثـيـرا بــأطــروحــات األمــيــر مـحـمـد بــن سـلـمـان والذي يعرف فـي الـغـرب بــــ«SBM» ورؤيــتــه الواقعية واملوضوعية ملجريات األحداث في املنطقة، وفي الوقت نفسه حرصه على إحالل السالم العادل والشامل في املنطقة، فضال عن تأكيده على ضرورة إعادة النظر في السياسة األمريكية تجاه قضايا املنطقة وإيجاد حلول لها وفق قرارات الشرعية الدولية. وذكــر مـسـؤول فـي البيت األبـيـض -طـلـب عــدم ذكــر اسـمـه- أن لقاء األمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترمب في «األوفال هـاوس» واستضافته ولي ولي العهد في غـداء خاص حدث مهم وغير مسبوق، إذ رغب ترمب أن يكون لقاؤه مع األمير محمد بـن سلمان والـــذي يعتبر األول مـع مـسـؤول سعودي رفـيـع، بعيدا عـن الـبـروتـوكـوالت الرسمية، وفـرصـة للحديث كما وصفه املسؤول أن يكون الحوار «من القلب إلى القلب» للتعرف واالقـتـراب أكثر مع الفكر السياسي السعودي، وفي نفس الوقت االستماع إلـى رؤيــة ترمب حيال عـدد كبير من املسائل املقلقة املشتركة والـسـعـوديـة وتــجــاوز الــبــرود الذي شهدته العالقات بني الرياض وواشنطن في فترة إدارة أوباما السابقة.
لقاءات مكثفة في واشنطن
من جهتها، قالت مصادر أمريكية إن األمير محمد بن سلمان سيلتقي خالل زيارته الحالية لواشنطن كال من وزير الدفاع مــاتــيــس وكــبــيــر اإلســتــراتــيــجــيــني سـتـيـفـن بـــانـــون، وجاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس ترمب ورئيس االستخبارات األمريكي. وأوضحت مصادر أمريكية أن الحوار اإلستراتيجي بني ترمب ومحمد بـن سلمان تضمن عــددا مـن امللفات اإلستراتيجية والتي ساهمت بشكل كبير في توضيح املواقف إزاءها، منها قضية حظر السفر الذي فرضته إدارة ترمب على مواطني دول إسالمية، مشيرة إلى أن الرئيس ترمب وضع األمير محمد بن سلمان فـي حقيقة وخلفية الـقـرار الــذي تهدف واشنطن من خالله للحفاط على أمنها اإلستراتيجي وهذا ما جعل األمير محمد بن سلمان يؤكد أن السعودية ال تـرى في اإلجــراء أي استهداف للدول اإلسالمية، بل هو قرار سيادي. خصوصا ملف االتفاق النووي الذي وصفه األمير محمد بن سلمان بأنه سيئ وخطير للغاية على املنطقة، مشيرة إلى وجـــود تـطـابـق كـامـل فــي وجــهــات الــريــاض وواشــنــطــن حول خطورة التحركات اإليرانية التوسعية في املنطقة، ومحاولة طهران كسب تأييدها عبر دعم املنظمات اإلرهابية. ومـــن الـــواضـــح أن هــنــاك إجــمــاعــا ســعــوديــا أمــريــكــيــا حيال تحجيم نـفـوذ إيـــران فــي املنطقة ولـجـم إرهـــاب داعـــش الذي شــوه صــورة اإلســالم وتكريس وسطية اإلســالم ودعــم ثقافة التسامح والوسطية.
مصالح الشرق والغرب
كــمــا أن تــوضــيــحــات الـــرئـــيـــس تـــرمـــب أنــــه صـــديـــق حقيقي للمسلمني وسيخدم العالم اإلسـالمـي، عكست حقيقة رؤيته لـلـديـن اإلســالمــي الـبـعـيـدة عــن الــصــورة النمطية. املراقبون أجمعوا أن حراك األمير محمد بن سلمان في واشنطن أرسل رســالــة قــويــة بــأن الـسـعـوديـة عـنـدمـا تـتـحـرك شــرقــا لتحقيق مصالحها اإلستراتيجية هي حريصة أيضا على اإلبقاء على مصالحها في الغرب.