كلمة خادم احلرمني في القمة.. وثيقة حللحلة قضايا املنطقة
سيظل يكتب التاريخ أن قائدًا بمكانة خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز سيبقى حريصًا عـلـى صـنـع الــقــرار الـعـربـي الـصـائـب لـخـدمـة وحلحلة قضايا األمة في مرحلة حساسة تواجه خاللها تحديات جساما تستهدف أمنها القومي وثرواتها ونسيجها االجتماعي، مـا يتطلب اليقظة ملواجهتها خصوصًا اإلرهاب والتطرف، فقد قالها خادم الحرمني الشريفني صـريـحـة فــي الـقـمـة الـعـربـيـة فــي عــمــان أخــيــرًا «إن من أخـطـر مــا تـواجـهـه أمتنا العربية الـتـطـرف واإلرهاب األمــر الــذي يؤكد ضــرورة تضافر الجهود ملحاربتها بــكــل الـــوســـائـــل»، وكـــــان مـــن الــطــبــيــعــي أن يـــحـــذر من خطورة التدخالت السافرة في شـؤون الـدول العربية، مـــؤكـــدًا «أن هــــذه الــتــدخــالت تــمــثــل انــتــهــاكــًا واضحًا لقواعد القانون الدولي وسيادة الـدول ومبادئ حسن الجوار» وتأتي دعوة امللك سلمان «لإلسراع في إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصالحها وتطويرها» فــي الــوقــت املـنـاسـب لـالرتـقـاء بــدورهــا الـفـاعـل فــي حل قضايا املنطقة وأزماتها وتحدياتها بكل قوة لتكون طــوق نـجـاة لوطننا الـعـربـي مـمـا يـواجـهـه مــن أمواج عاتية مــن أحـــداث جــســام، تتطلب الـتـعـاون الجماعي ومضاعفة الجهود ووضع الخطط الالزمة وتطبيقها على أرض الواقع من أجل وضع حد لتحديات املنطقة وأخطارها.
مركزية القضية الفلسطينية:
وكما قـال امللك سلمان في القمة العربية «يجب أال تـشـغـلـنـا األحـــــــداث الــجــســيــمــة الــتــي تــمــر بها مــنــطــقــتــنــا عــــن تـــأكـــيـــدنـــا لــلــعــالــم عـــلـــى مركزية القضية الفلسطينية ألمتنا»، مؤكدًا بذلك أن هذه
القضية هي الشغل الشاغل له ومجسدًا اهتمامه بها والسعي الـجـاد الفاعل إليـجـاد حـل لها على أسـاس قــرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السالم العربية. وتـمـثـل دعـــوة املـلـك إليــجــاد حــل سـيـاسـي لأزمة السورية أهمية خاصة إلنقاذ الشعب السوري من
معاناته اليومية وتعرضه للقتل والتشريد في وضــح الـنـهـار مــن قبل نـظـام همجي ال هــم لــه إال التشبث بالسلطة تاركًا شعبه في دوامة من القتل والــتــشــريــد، أطلقها املــلــك سـلـمـان دعـــوة صريحة إليجاد حل سياسي إلنهاء هذه املأساة، واملحافظة عــلــى وحــــدة ســـوريـــة ومــؤســســاتــهــا وفــقــًا إلعالن جنيف )1( وقرار مجلس األمن رقم .)2254(
وحدة اليمن:
وتأتي تأكيداته «على أهمية املحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره» ملضاعفة الجهود «للتوصل إلــــى الـــحـــل الــســلــمــي لـــأزمـــة الــيــمــنــيــة وفـــقـــًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الـحـوار الوطني الـيـمـنـي، وقــــرار مـجـلـس األمـــن رقـــم ،»)2216( ودعوته «إلـى تسهيل وصـول املساعدات اإلنسانية إلـى مختلف املــنــاطــق الـيـمـنـيـة» تــجــســد اهــتــمــامــه بــنــجــدة اليمنيني وإنقاذهم وتقديم كل ما يكمن تقديمه ملساعدتهم، كونهم يـواجـهـون مـعـانـاة يومية بسبب اعــتــداءات ميليشيات الحوثي والرئيس املخلوع على عبدالله صالح.
إنهاء األزمة الليبية:
أما دعوة خادم الحرمني للحفاظ على أمن واستقرار ووحـــــدة األراضــــــي الــلــيــبــيــة، ونــبــذ الــعــنــف ومحاربة اإلرهــاب «فإنها تأتي في إطــار حرصه على التوصل إلــى حـل سياسي ينهي األزمـــة الليبية»، وأبـــدى امللك اهتمامًا كبيرًا بقضايا التنمية والتعاون االقتصادي بــني الـــدول الـعـربـيـة، مــشــددًا عـلـى أهـمـيـة تفعيل كافة القرارات التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العمل العربي املشترك في املجال االقتصادي. وهــــكــــذا جــــــاءت كــلــمــة خــــــادم الـــحـــرمـــني فــــي الجلسة االفتتاحية للقمة العربية كوثيقة عمل شاملة تضمنت الرؤية الصائبة الثاقبة ملختلف القضايا العربية، كما هي دائما الدبلوماسية السعودية املرتكزة على أسس ثـابـتـة لــوضــع الــحــقــوق الـعـربـيـة واإلســالمــيــة كمحور ارتكاز النطالقتها وفي تعاملها مع مختلف القضايا.. وفي الوقت نفسه تؤكد السعودية أنها قائدة لأمتني الــعــربــيــة واإلســـالمـــيـــة، وهــــي دائـــمـــًا وأبــــــدًا عــلــى قدر مسؤوليتها الكبرى في خدمة قضايا املنطقة العربية، ومــواجــهــة أي تــحــديــات تــكــاد تـعـصـف بـــدول املنطقة خصوصًا اإلرهــاب الــذي تدعمه قـوى إقليمية تسعى بـتـدخـالتـهـا الــســافــرة لـزعـزعـة أمــن واســتــقــرار املنطقة بصفة عامة واليمن بصفة خاصة.