جدة واحلاجة لدور رعاية املسنني
يـــحـــتـــاج املــــســــن إلـــــــى رعـــــايـــــة خــــاصــــة تـــشـــمـــل أمـــــــوره االجتماعية، النفسية، والصحية، خصوصا أن وظائفه وقـدراتـه العقلية والجسدية تتراجع تدريجيا بتقادم الــزمـن، واهتمت الــدولـة بهذا الجانب لكل مـن لـم يجد مــن يــرعــاه فــي كــبــره، مــن خــال وزارة العمل والتنمية االجــتــمــاعــيــة الــتــي أنــشــئــت دورا عـــدة لــرعــايــة املسنني وتقديم خدمة الرعاية لكبار السن من الرجال والسيدات في مدن مختلفة، ولكن هذه الــدور ال تكفي الستيعاب جميع املـحـتـاجـني لـهـا مــن كــبــار الــســن، وأصــبــح هناك قــائــمــة انــتــظــار لــدخــول تــلــك الــــــدور، إذ بـــات شــرطــا أن يتوفى أحد النزالء ليتسنى آلخر الحصول على موقعه، ما يؤدي إلى شغل بعض كبار السن ألسرة املرضى في املستشفيات الخاصة والعامة وحـرمـان بقية املرضى املحتاجني للعاج مـن الـدخـول للمستشفيات مـن أجل العاج، وأيضا انتشارهم في األماكن العامة، خصوصا الــــذيــــن ال يـــوجـــد مــــن يــعــولــهــم ويــــوفــــر لـــهـــم الرعاية االجتماعية املتخصصة. ولو نظرنا لعدد دور رعاية املسنني في اململكة لوجدنا أنها نحو 10 دور تقدم خدمتها للمسنني فـي جميع مدن اململكة، علما أن مدينة جدة ال يوجد فيها أي دار لـرعـايـة املـسـنـني، ويــوجــد فيها فـقـط األربــطــة الخيرية والـــتـــي امـــتـــألت بــالــعــجــزة مـــن الـــســـيـــدات، ولــــو نظرنا إلـــى عـــدد املـسـنـني حـسـب تــوقــع اإلحـــصـــاءات الرسمية للمملكة لوجدنا أنه سوف يفوق مليوني مسن بحلول عـام ،2019 وهــذا العدد يحتاج إلـى التخطيط السليم مــن وزارة العمل والتنمية االجتماعية الحــتــواء هذه األعـــداد وتـقـديـم الـرعـايـة والـعـنـايـة الــازمــة لـهـم، سواء بدعمهم اقـتـصـاديـا فــي منازلهم إذا كـانـت هـنـاك أسر ترعاهم، أو توفير مكان مناسب لهم في إحــدى الدور دون قائمة االنتظار إذا اتضح للمسؤولني عدم وجود من يرعاهم من أسرهم، أو ال يجدون الرعاية االزمة، أو الرفض، واإلهمال من قبل أسرهم، وهذا يقع أيضا تحت مسؤولية الحماية االجتماعية والتي هي تابعة لوزارة العمل والتنمية االجتماعية، إذ نامل اهتمامها بهذا الخصوص.