احلل السحري لوزارة الصحة
طـــالـــب كــثــيــر مــــن الـــكـــتـــاب بـــمـــشـــروع «التأمني الصحي»، وهم بذلك يترجمون هموم املواطنني، وخصوصا ذوي الـدخـل املـحـدود، ممن ال حيلة لــهــم لـــعـــاج أنــفــســهــم كـــحـــال األغـــنـــيـــاء. وكانت وزارة الصحة تمني الـنـاس بقرب انـفـراج عقدة «التأمني»، لكن ذلك ظل مجرد أمـان. والواقع أن خدمات وزارة الصحة كانت وما زالت أقل بكثير مما يتطلع لـه الـنـاس، وال أحـد يعرف بالضبط سبب ضعف خدمات الـــوزارة، حتى لكأن ثمة ما يشبه «اللغز» الـــذي لــم يــقــدر أحـــد عـلـى فــك طــاســمــه، وهــنــاك فــي عـلـم اإلدارة الحديث مقولة: (مـن ال يتقدم.. يتقادم).. وبناء عليه نسأل: هل وزارة الـصـحـة عـنـدنـا تـقـدمـت أم تــأخــرت؟ صـحـيـح أن للوزارة بعض النجاحات، ولكنها قليلة قياسا باملجموع العام، ومنها عمليات فصل الـتـوائـم، الـتـي تـعـرض إعـامـيـا حتى يعتقد من يقرؤها أننا وصلنا إلــى مستويات أوروبـــا وأمـريـكـا، فـي حكم أحـــادي مـجـتـزأ مــن سـيـاق الـخـدمـة الـعـامـة لــلــوزارة، فــي حــني أن الحكم الصحيح إنما يكون على الخدمة ككتلة واحــدة. يمرض أحدنا فا يجد أمامه إال خيارين أحاهما مـر، فإما أن يتوجه إلى طـوارئ املستشفيات الحكومية بعددها املحدود وزحامها، وتكدس املرضى فيها، ما يجعلك تزهد في الخدمة، ثم ال تلبث أن تحمل نفسك أو مريضك على كتفك وتلوذ بالباب الخارجي، أو يبقى أمامك «الخيار الثاني» وهو املصحات األهلية معتمدا عــلــى مـحـفـظـة جــيــبــك، أو وهناك (اجزر.. يا جزار). جـانـب مهم مــن مشكلة الــــوزارة يـبـدأ مــن مراكز الـرعـايـة الصحية األولــيــة، تلك املــراكــز البائسة عــاجــا وكـشـفـا وحـــفـــاوة، فـاملـسـتـوصـف األهلي بــجــانــب الـــواحـــد مــنــهــا هـــو أفــضــل مــنــهــا مرات عـــــدة، تــجــهــيــزا وعــــيــــادات وانــضــبــاطــا إداريـــــــا.. إضافة ملشكات الـــوزارة في نقص األســرة وقلة واألخـــطـــاء الـطـبـيـبـة، ونــقــص األدويــــــة، واملواعيد «ســلــفــة» مــن جيرانك، املـسـتـشـفـيـات الطويلة. أعان الله كل وزير يحمل حقيبة «الصحة»، إذ سيجد أمامه تركة ثقيلة.. ولـذلـك يبقى املـهـم بالنسبة لـه أن يعمل بكفاح ال يلني، وبأساليب إدارية من بينها الحرص على «التغيير» في كل شيء تقريبا، حتى تستقيم األمور أو أكثرها. املواطنون يتطلعون من الوزير د. توفيق الربيعة، وهو صاحب مــنــجــزات جميلة فــي وزارة الــتــجــارة ســابــقــا، أن يــتــرك «بصمة لـــلـــتـــاريـــخ».. وأن يــســعــى لــــدى ولــــي األمـــــر ألن تــكــون الخدمات الصحية فـي بـادنـا «خـدمـة مخصصة» الـكـل يتعالج والدولة تدفع الفاتورة أو معظمها، ويبقى دور الوزارة إشرافيا فقط، بعد أن أثبتت السنني الطوال أنه ال حل لهذه الوزارة، إال هذا.
@bakeet8hotmail.com