Okaz

احلل السحري لوزارة الصحة

- بخيت طالع الزهراني

طـــالـــب كــثــيــر مــــن الـــكـــت­ـــاب بـــمـــشـ­ــروع «التأمني الصحي»، وهم بذلك يترجمون هموم املواطنني، وخصوصا ذوي الـدخـل املـحـدود، ممن ال حيلة لــهــم لـــعـــاج أنــفــســ­هــم كـــحـــال األغـــنــ­ـيـــاء. وكانت وزارة الصحة تمني الـنـاس بقرب انـفـراج عقدة «التأمني»، لكن ذلك ظل مجرد أمـان. والواقع أن خدمات وزارة الصحة كانت وما زالت أقل بكثير مما يتطلع لـه الـنـاس، وال أحـد يعرف بالضبط سبب ضعف خدمات الـــوزارة، حتى لكأن ثمة ما يشبه «اللغز» الـــذي لــم يــقــدر أحـــد عـلـى فــك طــاســمــ­ه، وهــنــاك فــي عـلـم اإلدارة الحديث مقولة: (مـن ال يتقدم.. يتقادم).. وبناء عليه نسأل: هل وزارة الـصـحـة عـنـدنـا تـقـدمـت أم تــأخــرت؟ صـحـيـح أن للوزارة بعض النجاحات، ولكنها قليلة قياسا باملجموع العام، ومنها عمليات فصل الـتـوائـم، الـتـي تـعـرض إعـامـيـا حتى يعتقد من يقرؤها أننا وصلنا إلــى مستويات أوروبـــا وأمـريـكـا، فـي حكم أحـــادي مـجـتـزأ مــن سـيـاق الـخـدمـة الـعـامـة لــلــوزار­ة، فــي حــني أن الحكم الصحيح إنما يكون على الخدمة ككتلة واحــدة. يمرض أحدنا فا يجد أمامه إال خيارين أحاهما مـر، فإما أن يتوجه إلى طـوارئ املستشفيات الحكومية بعددها املحدود وزحامها، وتكدس املرضى فيها، ما يجعلك تزهد في الخدمة، ثم ال تلبث أن تحمل نفسك أو مريضك على كتفك وتلوذ بالباب الخارجي، أو يبقى أمامك «الخيار الثاني» وهو املصحات األهلية معتمدا عــلــى مـحـفـظـة جــيــبــك، أو وهناك (اجزر.. يا جزار). جـانـب مهم مــن مشكلة الــــوزار­ة يـبـدأ مــن مراكز الـرعـايـة الصحية األولــيــ­ة، تلك املــراكــ­ز البائسة عــاجــا وكـشـفـا وحـــفـــا­وة، فـاملـسـتـ­وصـف األهلي بــجــانــ­ب الـــواحــ­ـد مــنــهــا هـــو أفــضــل مــنــهــا مرات عـــــدة، تــجــهــي­ــزا وعــــيـــ­ـادات وانــضــبـ­ـاطــا إداريـــــ­ــا.. إضافة ملشكات الـــوزارة في نقص األســرة وقلة واألخـــطـ­ــاء الـطـبـيـب­ـة، ونــقــص األدويــــ­ــة، واملواعيد «ســلــفــة» مــن جيرانك، املـسـتـشـ­فـيـات الطويلة. أعان الله كل وزير يحمل حقيبة «الصحة»، إذ سيجد أمامه تركة ثقيلة.. ولـذلـك يبقى املـهـم بالنسبة لـه أن يعمل بكفاح ال يلني، وبأساليب إدارية من بينها الحرص على «التغيير» في كل شيء تقريبا، حتى تستقيم األمور أو أكثرها. املواطنون يتطلعون من الوزير د. توفيق الربيعة، وهو صاحب مــنــجــز­ات جميلة فــي وزارة الــتــجــ­ارة ســابــقــ­ا، أن يــتــرك «بصمة لـــلـــتـ­ــاريـــخ».. وأن يــســعــى لــــدى ولــــي األمـــــر ألن تــكــون الخدمات الصحية فـي بـادنـا «خـدمـة مخصصة» الـكـل يتعالج والدولة تدفع الفاتورة أو معظمها، ويبقى دور الوزارة إشرافيا فقط، بعد أن أثبتت السنني الطوال أنه ال حل لهذه الوزارة، إال هذا.

@bakeet8hot­mail.com

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia