السعودية وبريطانيا.. شراكات اقتصادية.. وحتجيم للنفوذ اإليراني
تــأتــي زيــــــارة رئــيــســة الــــــــوزراء الــبــريــطــانــيــة تــيــريــزا ماي للمملكة ولقاؤها خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الثالثاء) في الرياض، بعد حراك سياسي تمثل في اتصاالت وزيارات تمهيدية بني عدد من املسؤولني، لتؤكد على عمق العالقات التاريخية بني البلدين، وتطابق وجـــهـــات الــنــظــر فــيــمــا يــتــعــلــق بـــعـــدد مـــن الــقــضــايــا وفي مقدمتها األوضـــاع فـي سـوريـة والـيـمـن، ومـواجـهـة اإلرهاب، وتـحـجـيـم الــــدور اإليــرانــي وتــدخــالتــه الــســافــرة فــي الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، والرغبة الجادة في أن تكون بريطانيا شريكًا فاعال لرسم خريطة مستقبل الشرق األوسط أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا. ويـــرى عــدد مــن املــراقــبــني أن رئـيـسـة الـــــوزراء البريطانية التي تصدت وبقوة لكل من حاولوا اإلساء ة لعالقة بالدها مــع الـــريـــاض، جــــادة فــي تــأســيــس شــراكــة قــويــة مــع اململكة خصوصا، ودول مجلس التعاون لــدول الخليج عموما؛ ألنها ترى أن اململكة بثقلها السياسي واإلسالمي قادرة على إيجاد الحلول املناسبة للملفات العالقة، ومواجهة اإلرهـاب من منطلق أنها من أسست التحالف اإلسالمي ملكافحته. وجــــاءت املـبـاحـثـات الـسـعـوديـة الـبـريـطـانـيـة الــجــادة وعــلــى كــافــة األصعدة، لتؤكد الـتـزام رئيسة الـــوزراء البريطانية، بما سبق أن صرحت بـه فـي قمة مجلس التعاون لـدول الخليج العربي في املنامة، من أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها اململكة من أمن بريطانيا، موضحة أن بـالدهـا خصصت 3 ماليني جنيه إسترليني للدفاع عـن دول املجلس، وتكتسب هذه الزيارة أهميتها من أنها وإن كان جانبها األول دفاعيا وأمنيا، إال أنها خرجت باتفاقات في جوانب أخرى أهمها الشراكات االقتصادية. وسبق أن أشارت رئيسة الوزراء البريطانية إلى االرتفاع املستمر في عـدد التحديات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تشكل خـطـرًا عـلـى أمــن بريطانيا ودول الخليج عـلـى حــد ســـواء، مؤكدًا ضــــرورة مــواصــلــة بـــذل املــســاعــي املـشـتـركـة فــي مــواجــهــة الالعبني الذين يقوض نفوذهم االستقرار في املنطقة، ولفتت إلى أنها ترى الخطر الذي تشكله إيـران على الخليج والشرق األوسـط الكبير. مشددة على أن بالدها متمسكة بشراكتها االستراتيجية مع دول الخليج، وتعمل معها جنبًا إلــى جنب على مواجهة الخطر الــذي تـواجـهـه، ودعــت إلــى ضـــرورة الحيلولة دون التصرفات السلبية لـطـهـران فـي سـوريـة والـيـمـن ومنطقة الخليج، بغية تحقيق األمــن واالسـتـقـرار فيها، مـؤكـدة أن التعاون بني لندن ودول الخليج سيشهد نقلة نوعية في شتى املجاالت، وبالدرجة األولى في مجال الدفاع ومكافحة اإلرهـاب، مشيدة باإلنجازات التي تم تحقيقها في الحرب على تنظيم «داعش» في الشرق األوسط. وألن بريطانيا انفصلت عن االتحاد األوروبي، فإن رئيسة الـــوزراء تنظر إلـى السوق السعودية كأحد الـروافـد املهمة فـي تحسني وضــع بـالدهـا االقـتـصـادي، خصوصًا بعد أن اطــلــعــت ومــســؤولــو بـــالدهـــا عــلــى تــفــاصــيــل رؤيــــة اململكة ،2030 التي وجدت فيها دول عاملية كثيرة مجاال لتوقيع الشراكات لتنفيذ مشاريع اقتصادية عمالقة في مجاالت النفط والتعدين.