معاشات متدنية وخوف من املستقبل الوظيفي
أبدت بعض الجهات الحكومية والخاصة في السنوات األخيرة حرصها على جلب حارسات أمن في األسواق الـنـسـائـيـة واملــراكــز الـطـبـيـة والــجــامــعــات، ونــزعــت عدد الخريجات عباءة العيب لالنخراط في العمل في تلك الوظائف تاركات نظرات املجتمع السلبية التي تسيطر على أغلبها ثقافة العيب. حـــارســـات مــن مــواقــع أعـمـالـهـن كـشـفـن خـــالل حديثهن لـ«عكاظ» عن أوجـه املعاناة واملضايقات التي تـواجـهـهـن وتـقـلـل مــن شـأنـهـن، فضال عـن تأخر صـرف معاشاتهن املـــــــــالـــــــــيـــــــــة غــــيــــر املجزية. الـحـارسـة فـي إحــدى كليات الـبـنـات بجامعة جـــازان أم أحــمــد تــجــد مــعــانــاة شــديــدة مــن الــطــالــبــات املخالفات ألنــظــمــة الــجــامــعــة، وتــتــعــرض أحــيــانــا لـلـسـب والشتم مــن بـعـضـهـن. وقــالــت: إنــهــن يـنـظـرن لـنـا نــظــرة احتقار ألننا حارسات أمـن، وهناك ألفاظ يطلقنها علينا عند التخاطب معهن، فضال عن التعامل معنا بشتى طرق االستخفاف واالستهتار لدرجة ال تحتمل، مشيرة إلى أن الــعــامــالت فــي الــحــراســات األمــنــيــة ال تــوجــد لديهن مــكــاتــب خــاصــة لــوضــع أغــراضــهــن الــشــخــصــيــة، إذ إن املكاتب تقتصر على مشرفات األمن فقط. وأضـافـت الحارسة أم نــوال أن عملهن يتطلب الوقوف طوال وقت العمل، دون أن يغادرن مواقعهن، وفي حال أرادت إحــدى الحارسات أخـذ راحــة قصيرة لألكل، فإن املسؤوالت يوجهن لها اتهاما بالتقاعس والتقصير في العمل. وأضافت في املناسبات يتضاعف لدينا العمل ويطلب منا عدم األكل والشرب، وزادت حارسة الجامعة يجب أن يـكـون لـلـعـامـالت فــي الــوظــائــف الـصـغـيـرة تقدير واحــتــرام، فهن يعملن فـي هــذه الـوظـائـف فـي خدمة اآلخرين، ولكن ما نواجهه من تصرفات سلبية من بعض األشخاص الذين ينظرون ملهنة حارسة األمــــــن بـــالـــدونـــيـــة، يــتــطــلــب تــثــقــيــف املجتمع ليتقبل مثل هذه املهنة الشريفة. وتقول نورة إبراهيم: تخرجت من الجامعة ولم أجــد غير وظيفة حـارسـة أمــن، وتـفـاجـأت بنظرة بعض املوظفات للعاملة في هذا املجال، إذ ال يفرقن بينها وبــني الــخــادمــة الـتـي تتلقى األوامـــــر، فيما يتم تهميشنا وعدم تخصيص مكتب للحارسات، فبعضنا يجلس مع عامالت النظافة داخل املطابخ وكأن دورنا هامشيا وال حاجة له. فيما قالت أم بندر التي تعمل حارسة أمن في إحدى املنشآت الصحية منذ خمس سنوات بمعاش ٠٠٤1 ريــال: نظرا للظروف القاسية التي تعيشها أسرتي قبلت بهذه الوظيفة الصعبة، إذ أمضي وقتا طويال في العمل يتجاوز 12 ساعة من الجهد والتعب دون مــراعــاة أو رحــمــة، يقابلها ضـعـف فــي الرواتب، فضال عن رفـض زيــادة راتبي طيلة تلك الفترة، وأطــــالــــب وزارة الــعــمــل بــتــحــمــل مسؤولياتها والعمل على تحسني رواتبنا في مهنة املصاعب.