عفوًا موقف الطائرات ممتلئ !
قبل سنوات عديدة لبيت دعوة قائد إحدى طائرات الخطوط السعودية لحضور اإلقالع داخل كابينة الــقــيــادة عـنـد تـوقـفـهـا لــلــتــزود بــالــوقــود فــي مطار «شــانــون» اآليــرلــنــدي متجهة إلــى نــيــويــورك، لكن «الكابنت» كاد يجن داخل قمرة القيادة ألن موظفي املـطـار لـم يقوموا بسحب خـرطـوم الـركـاب املتصل بــبــاب الــطــائــرة، وعـبـثـا كـــان يبلغهم عـبـر الجهاز الالسلكي بـأنـه سيفقد إذن الـهـبـوط فــي التوقيت املحدد له في مطار كيندي، وهو ما حدث بالفعل حيث أدى ذلك لتأخير اإلقالع ساعتني ! في تلك اللحظات كان الركاب املمتعضون يصبون لعناتهم على شركة الطيران دون أن يدركوا السبب الحقيقي للتأخير، فقد خسر كثيرون منهم فرص اللحاق برحالت مواصلة وأصيب برنامج سفرهم بإرباك شديد، وكل ذلك ألن موظفا مهمال في إدارة املطار تقاعس في تحريك الخرطوم لتقلع الطائرة في موعدها املحدد ! تذكرت القصة وأنا أقرأ خبرا عن عجز طائرة ركاب تابعة للخطوط السعودية في مطار جدة عن إنزال ركابها ألنها لم تجد مكانا شاغرا للوقوف، وهو سبب غير مقبول بسبب ما يترتب عليه من عناء للمسافرين وتعطيل ملصالحهم، ويسبب إرباكا لجدول رحالت وعمليات شركة الطيران مما يسبب لها خسائر غير مبررة ! لألسف تتحمل إدارة املطار مثل هـذا الخطأ، وقد تـبـرره بـأن املـطـار يتحمل فـوق طاقته التشغيلية، أمــا بيان الـطـيـران املـدنـي الــذي يشير لعدم وجود تـنـسـيـق مــع الــخــطــوط الــســعــوديــة فـتـفـسـيـر غريب وغير مقبول، ويعني أن الطيران املدني ال يسيطر على حركة الطيران ! كما أن هذا ال يعفي هيئة الطيران املدني من تحمل مـسـؤولـيـة التخطيط البعيد املـــدى لـحـاجـة حركة الطيران فـي املــطــارات الرئيسية وإنـهـاء مشروعي مــطــار جـــدة الــجــديــد وتــوســعــة مــطــار الــريــاض في وقــت مـنـاسـب ملـواجـهـة ضـغـط حـركـة املــطــارات مع تشغيل شركات الطيران السعودية األخـرى بكامل طاقتها !