جرائم بشار حتت املجهر.. رعب في أوساط ماللي إيران
حـسـمـت الــضــربــة الــصــاروخــيــة األمــريــكــيــة ضـــد قاعدة سورية عسكرية بعد استخدام النظام الكيماوي بدعم إيراني، سياسات ترمب القادمة ليس فقط تجاه األزمة السورية، بل وتجاه ارتباط املاللي باإلرهاب السوري. ورغم أن اإلدارة األمريكية، وفقا لبيانها العسكري الذي أعقب الضربة، أكــدت أنــه تـم إبــالغ روسـيـا مسبقا بهذه الضربة، إال أن موسكو انتفضت ضد الواليات املتحدة، مهددة بسلسلة من اإلجـــراءات كـان أولها تعليق العمل باتفاقية السالمة الجوية مع واشنطن، وتزامن ذلك مع تأييد أوروبــي وعـربـي واســع للضربة األمريكية. إيران املرعوبة نددت بالضربة األمريكية وهي خائفة تترقب مصيرها القادم. روسيا وإيران عارضتا الضربة الصاروخية ألنها تهدد وجودهما في سورية، وهي معارضة توافق على جرائم األسد واستخدامه للكيماوي في إبادة الشعب السوري، غير أن الالفت أن موسكو لم تشعر باإلحراج باعتبارها (أ. ب) تحمل امللف الـسـوري وتـريـد الـخـروج بتسوية سياسية لألزمة تضمن بقاء األسـد، متناسية أن الضمانات التي تقدمها لبعض األطراف العربية تعاني من عقبات فنية عـنـدمـا يتعلق األمـــر بـالـتـفـاوض بـاسـم نـظـام األســـد وال يمكن تجاهلها فـي الـوقـت الــذي يـركـز فيه الـعـرب على ضمانات «ميدانية» على األرض وليس سياسية فقط. ولعل الـسـؤال األبــرز الــذي وجهه بعض الـعـرب ملوسكو «هل لدى روسيا القدرة العملياتية الفعلية على األرض لضمان الجانب اإليراني النافذ ميدانيا؟». بمعنى آخر يبدو أن موسكو، عندما يتعلق األمر بامللف السوري تحديدا في مواجهة مباشرة خلف الستارة مع االستفسار عن قدرتها الواقعية على التحدث أيضا باسم اإليــرانــيــني خـصـوصـا عـنـدمـا يـتـعـلـق األمـــر بمسألتني: الـحـرب على اإلرهـــاب أوال، واالسـتـعـداد ملعركة جديدة مفصلية فـي جـنـوب سـوريـة ثانيا، وبحسب معلومات مـــوثـــوقـــة فـــــإن أصـــابـــع ملــنــظــمــات ومـــؤســـســـات إيرانية أمنية تمكنت فعليا وطـوال خمسة أعـوام من «اختراق» بنية بعض التنظيمات اإلرهـابـيـة فـي الـداخـل السوري وتــنــظــيــمــهــا لــصــالــح تــنــفــيــذ عــمــلــيــات إرهـــابـــيـــة. إيــــران وروسيا تتقاسمان األدوار في سورية وتساندان اإلرهاب الذي يمارسه األسد. وجاء استخدام الكيماوي في خان شيخون لقلب املوقف األمريكي وإثارة الغضب الدولي وهو األمر الذي ستكون له تبعات أكبر من تحريك صواريخ توماهوك األمريكية، فــالــعــالــم يـنـتـظـر اآلن تــحــرك مـجـلـس األمـــــن واملحكمة الجنائية الدولية إضافة إلى أنه يضع اآلن جرائم نظام األسد تحت الضوء الكاشف.